ومن قويِّ ما اعتمد في ذلك : أن عصمة
الامام واجبة في شهادة العقول ، كما أن ثبوت الإمامة في كل عصر واجب ، وإذا
اعتبرنا زمان كل واحد من هؤلاء الأئمة صلوات الله عليهم وجدنا كلَّ من
يدعىٰ الإمامة له غيرُه في تلك الحال : إما غير مقطوعٍ به علىٰ عصمته فلا
يكون إماماً ، لفقد الشرط الذي لابُدَّ منه ، لو تُدَّعىٰ الامامة لميّت
ادّعيت حياته كدعوىٰ
الكيسانية في محمّد بن الحنفية والناووسية في الصادق عليهالسلام
، والذاهبين إلىٰ امامة اسماعيل بن جعفر عليهالسلام
، وابنه محمّد بن اسماعيل ، والواقفة علىٰ موسىٰ عليهالسلام
فيعود بالضرورة والانقياد للادلّة إلىٰ إمامة من عيّناه في كلِّ زمان.
والذي يبطل ـ زائداً على ما ذكرناه ـ قول
من خالفنا في أعيان الأئمة ـ ممّن يوافقنا علىٰ الأُصول المقدّم ذكرها ـ
شذوذ كل فرقة منهم وانقراضها وخلوّ الزمان من قائل بذلك المذهب ، وإن
وُجِدَ ذاهبٌ إليه فشاذٌّ جاهل لا يجوز في مثله أن يكون علىٰ حقّ.
وقد دخل الردّ علىٰ الزيدية في
جملة كلامنا لفقد القطع علىٰ عصمة صاحبهم ، وهي الصفة التي لا بُدَّ منها في كل إمام ، فلا معنىٰ لاختصاصهم بكلام مفرد.
وإذا بطلت الأُصول بطل ما يُبْنىٰ
عليها من الفروع » [١].