نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 157
لم يعبد صنما قط
طوال حياته ، وأما سيرته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منذ زواجه من خديجة وحتى
بعثته ، فالمشهور عنه أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يشتغل باللعب واللهو
أبدا كما كان يفعل الرجال ، بل كان يعيش كالحكماء والأنبياء حتى قبل بعثته ، فبالرغم
من الأموال الطائلة التي وضعتها خديجة تحت تصرفه ، كان يعيش الحياة البسيطة
الخالية من كل ترف وبذخ ، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقضي معظم أوقاته في
التفكر والتأمل ، وكثيرا ما كان يلجأ إلى سفوح الجبال المغارات للخلوة مع ربه ، والاشتغال
بعبادته جل وعلا ، وكان إذا تأخر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن خديجة علمت أنه
يتعبد خارج مكة.
ومن الأحداث المشهورة في كتب التاريخ
والتي تشير إلى حكمته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي حادثة هدم الكعبة وبنائها من
جديد ، فينقل المؤرخون أنه تم هدم الكعبة وبناؤها من جديد لأنها تصدعت من أثر
السيل الذي أصابها ، ولما تكامل البناء إلى موضع الركن ، وقعت الخصومة بينهم فيمن
يرفع الحجر الأسود ليضعه في مكانه ، وكاد أن ينشب القتال بينهم ، لأنهم يرون أن من
يضع الحجر الأسود في مكانه يكون له الفضل والسيادة والفخر ، ثم تشاور شيوخهم
واتفقوا أن يكون أول وافد عليهم هو الذي يضع الحجر الأسود مكانه ، وكان أول من وفد
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلما رأوه استبشروا بقدومه ، وقالوا لقد جاءكم
الصادق الأمين ،
نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 157