أنّه يجوز رضاعة
الكبير حتّى ولو كان رجلاّ ويستندون إلى روايات يصحّحونها [١] ، مع أنّ الأمر مناف للشرع والعقل
والفطرة ، وكنّا نتعجب من أجوبة العلماء على ذلك الإشكال ، ونزداد حيرة ، هل أجاز
رسول الله صلىاللهعليهوآله
هذا الفعل الذي لا يرضاه حتّى الذي على غير ملّة الإسلام ، أو أنّ هناك خلل في
تاريخنا يوجب علينا دراسته من جديد ضمن دائرة الشروط التي ذكرتها.
العشرة
المبشّرون بالجنّة :
ثمّ من القضايا
المثيرة للاهتمام والتساؤل حديث العشرة المبشرين بالجنّة ، فهذا حديث قد تعلّمناه
مبكّراً وسمعناه ونسمعه كلّ يوم تقريباً ، ولطالما كان لنا عليه ملاحظات كثيرة ، ولكنّنا
لم نجد الجواب الشافي ، أو بالأحرى كنّا نُمنع من السؤال عن موضوع العشرة
المبشّرين وخصوصاً قتال طلحة والزبير لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
ومحل الإشكال عند ذكر حديث العشرة ،
أولاً في قتال الصحابة مع بعضهم بالرغم من أنّهم مبشّرين بالجنّة ، وثانياً هل
المبشرون بالجنّة هم العشرة فقط أم كان هناك مبشّرون حقيقيون أكثر من هذا العدد؟.
ولماذا حصر العدد بهؤلاء العشرة واستثنى منه غيرهم؟. وهل كان حديث العشرة معروفاً
قبل عصر معاوية بن أبي سفيان أو أنّه ولد في ذلك التاريخ؟ ، فمن المعروف والمقطوع
به أنّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام
من المبشّرات بالجنّة ، فهي سيّدة نساء أهل الجنّة [٢] ، وأيضاً الإمام الحسن عليهالسلام من أهل الجنّة ،
وكذلك الإمام أبو عبد الله الحسين
[١] موطّأ مالك ٢ : ٦٠٦
، ٥ : ٦٠٥ ، صحيح ابن حبّان ١٠ : ٢٧ ـ ٢٨.
[٢] أنظر قول النبيّ
صلىاللهعليهوآله
فيها في صحيح البخاري ٤ : ١٨٣ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٢٦ ، مسند أحمد ٥ : ٣٩١ ـ ٣٩٢.