مذهب آخرعلى الإطلاق
إلا في مذهب أهل البيت عليهمالسلام
، ألا وهي أنّه يستطيع أنْ يثبت نفسه من أدلّة خصومه ، وهذه الميزة كان فيها مذهب
أهل البيت ، المذهب الأوحد ، كيف لا وهو الصراط المستقيم ، والنور الساطع ، والحقّ
الذي ليس معه ضلال ، فماذا بعد الحقّ إلا الضلال.
ولقد اطلعتُ على أغلب أحكام وعقائد مذهب
أهل البيت عليهمالسلام
، ووجدتُ أنّ أغلب ما عند الشيعة لابدّ وأنْ تجد له أصلاً في كلّ مذاهب أهل السنّة
، وفي كلّ كتبهم وصحاحهم ومسانيدهم.
ومن العجيب أنّه في أغلب الأحيان نجد
أنّ أدلّة أهل السنة تثبت وتدعم وبشكل قويّ جدّاً ما عليه أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام أكثر وأقوى من
دعمها لما هم عليه ، وهذا والله شيء عجيب وميزة نادرة لمذهب أهل البيت عليهمالسلام تستحقّ من كل باحث
منصف أن يقف عندها ويمعن النظر؛ لأنّ الحقّ دائماً يدمغ الباطل ، وأمّا الباطل
فيذهب جفاء ، وأمّا ما ينفع الناس وهو من عند الله تعالى فيمكث ويثبت وله الغلبة
دائماً في كلّ زمان ومكان.
قال تعالى : ( يُرِيدُونَ
أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ
يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ )[٢].
موقف
العامّة من الحقائق :
وبالرغم من كلّ تلك الميزات الواضحة
والدلائل القويّة الساطعة والتي دائما تفحم كلّ مناظر بأحقيّة مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، وصدقه وصفائه
ونقائه ، وبالرغم من كلّ الشواهد والقرائن والتي تؤكّد أنّ أتباعه هم أتباع الفرقة
[١] تفسير الطبري ١٣
: ١٤٢ ، تفسير الثعلبي ٥ : ٢٧٢ ، فتح الباري ٨ : ٢٨٥ ، تفسير الرازي ٧ : ١٤ ح١٩ ،
الدر المنثور ٤ : ٤٥ وغيرها كثير.