تضلّوا بعدي أبداً ،
كتاب الله وعترتي أهل بيتي [١]
، وهو أيضاً سفينة النجاة التي من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهلك ، كما ذكر
رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حديث السفينة : مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق
وهلك [٢].
وهو مذهب من أمر الله ورسوله بالاهتداء
بهديهم والاقتداء بهم ، وطريق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله تعالى
عليه ، باب مدينة العلم ودارالحكمة ، الصدّيق الأكبر ، وفاروق هذه الأمّة ، كما
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: « عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ » [٣].
وقال أيضا : « عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ » [٤].
وهو المذهب الموافق
لكتاب الله تعالى ، ففيه كلّ الحلول لكل ما يستجدّ من أمور ، وجواب لكلّ سؤال
أوإشكال بحيث يكون موافق لكتاب الله تعالى وإرادته ، وليس للرأي أو القياس أو
الهوى ، فقد قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله
بعدما نزلت آية ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هاد
)[٥] : « أنا المنذر ولكلّ هاد وأومأ بيده
إلى منكب علي فقال : أنت الهادي ، بك يهتدي المهتدون بعدي » [١].
لكنّ الميزة الأهم والتي تهمّنا في هذا
البحث ، والتي لاتوجد في أيّ
[١] أنظر حديث
الثقلين في سنن الترمذي ٥ : ٣٢٩ ، سنن النسائي ٥ : ٤٥ ، ١٣٠ مسند أحمد ٣ : ٢٦ ، ٥٩
، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٠٩ ، ١٤٨ وغيرها الكثير الكثير.
[٢] أنظر حديث
السفينة في المصنّف ٧ : ٥٠٣ ، المعجم الأوسط ٥ : ٣٠٦ ٣٥٥ ، المعجم الكبير ٣ : ٤٦ ،
المستدرك على الصحيحين ٢ : ٣٤٣ ، ٣ : ١٥١ وغيرها من المصادر.