جماعة ، فنادى في
الناس الحسن بن عليّ عليهماالسلام
بما أمره به أمير المؤمنين عليهالسلام
، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن بن عليّ عليهماالسلام
، صاحوا واعمراه واعمراه ، فلمّا رجع الحسن إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال له : ما هذا
الصوت؟ فقال : يا أمير المؤمنين الناس يصيحون واعمراه واعمراه » [١].
أتخشون
الناس فالله أحقّ أنْ تخشوه إنْ كنتم مؤمنين :
فهل يجرؤ المسلمون اليوم على الاعتراف
بذلك ، مع أنّ كلّ علماء أهل السنّة الذين عاصرتهم يقرّون بأنّها بدعة ، وأنّها لم
تكن في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ولا في زمن أبي بكر ، لكنّها العقول الجامدة المتحجرّة التي لا يهمّها سوى
اتّباع الهوى والشهوات ، فقد جعلوا حكم عمر مقدّما دائما على حكم الله ، بل إذا
تعارض حكم الله مع حكم أحدهم ، فإنّ حكمهم مقدّم على حكم الله ، ولطالما فعل
المسلمون ذلك منذ بداية التاريخ الإسلامي ، واستفحل في أيّامنا هذه بشكل لا
يتصوّر.
روى البخاري في صحيحه في كتاب الحجّ وأحمد
في مسنده عن مروان ابن الحكم قال : « شهدت عليّاً وعثمان بين مكّة والمدينة وعثمان
ينهى عن المتعة وأنْ يجمع بينهما ، فلمّا رأى ذلك عليّ أهلّ بهما ، فقال : لبيك
بعمرة وحجّ معاً ، فقال عثمان : تراني أنهى الناس عنه وأنت تفعله؟ قال : لم أكن
أدع سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
لقول أحد من الناس » [٢].
وروى ابن كثير في البداية والنهاية أنّه
يقال لابن عمر : « إنّ أباك كان ينهى عنها ( أي متعة الحج ) ، فقول : لقد خشيت أن
يقع عليكم حجارة من السماء ، قد
[١] تهذيب الأحكام ٣
: ٧٠ ، وأنظر ما أورده المعنزلي عن أميرالمؤمنين عليهالسلام
في شرح نهج البلاغة ١٢ : ٢٨٣.
[٢] صحيح البخاري ٢
: ١٥١ ، مسند أحمد ١ : ١٣٦ ، واللفظ لأحمد.