وأمّا القضيّة الأخرى التي تتعلّق
بالإمامة ، فهي الدليل المجمع عليه عند كلّ الناس ، فقد أجمع الناس على أنّ هناك
صفات معيّنة يجب أن تتوفّر في الإمام والقائد والخليفة ، منها : العلم ومنها :
الشجاعة والقوّة ، ومنها : القدرة على استنباط الأحكام ، فمن توفّرت فيه هذه
الشروط يجب أنْ يقدّم على غيره وقد كانت كل تلك الأوصاف متجسدة في شخص أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
، في حين افتقدها الآخرون. وهي الأوصاف التي حدّدها الله تعالى في القرآن الكريم.
أمّا بالنسبة للعلم ، فقد شهد القاصي
والداني والعدوّ والصديق بعلم أمير المؤمنين عليهالسلام
، وتكفينا شهادة رسول الله صلىاللهعليهوآله
له بذلك ، بل إنّ الله تعالى قد شهد له بذلك.
قال تعالى في سورة الرعد : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً
قُل كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلمُ الكِتابِ)[٢].
روى الثعلبي عن ابن الحنفيّة قال : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلمُ الكِتابِ)[٣] هو عليّ ابن أبي طالب [٤].