٤ ـ نداء الحقيقة بصحة ما
عليه الشيعة من أدلّة خصومهم :
من الطبيعيّ جدّاً أنّه في حال وجود
خلاف بين شخصين أو جماعتين أنْ يدعم كلّ طرف موقفه بإقامة الأدلّة على قوّة موقفه
، وذلك من خلال أدلّته التي يقرّها ويعترف بها ، ولذلك لو ناقشت أيّ طرف بمسألة ما
، فإنّه سيقول لك دليلي على صحّة ما أقول من عندي كذا وكذا ، ولكنّ الشيء المتميّز
عند شيعة أهل البيت عليهمالسلام
هو وجود ركيزتين أساسيّتين على صدق وأحقيّة مذهبهم.
الأولى : أنّهم يأخذون أحكامهم من
النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله
عن طريق أهل البيت عليهمالسلام
، أي من طريق الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
والإمامين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ومن الأئمّة المعصومين الطاهرين من
أهل البيت.
وهذا المصدر غير مشكوك في ثبوته
وقطعيّته عند كلّ طوائف المسلمين ، فأهل البيت عليهمالسلام
هم سفينة النجاة ، وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وهم الذين من
اتّبعهم فقد نجا ومن تخلّف عنهم هلك ، وهم الصراط المستقيم ، وحبل الله المتين ،
وهم وصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
، والضمانة الأكيدة لمن اتّبعهم بأنّه لن يضلّ أبداً بحيث لم يثبت أنّ كلّ تلك
الصفات والميزات التي حباهم الله تعالى بها كانت لغيرهم من المسلمين ، فكانت هذه
الركيزة من المميّزات الهامّة جدّاً والتي يجب أنْ تلفت نظر الباحث عن الحقيقة في
كلّ زمان ومكان.
وقد استوفيت البحث في حقيقة أهل البيت عليهمالسلام وحقّهم وأحقّيتهم ،
وصفاتهم ومميزاتهم وما أوصى الله تعالى ورسوله فيهم وفي حقوقهم في عدّة أبحاث
سابقة ، منها : كتابنا سبيل المستبصرين ، وكتاب محوريّة حديث الثقلين ،