وكذلك فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد دعا وبأمر من
الله سبحانه إلى حبّهم وولايتهم واتّباعهم والاقتداء بهديهم ونصرتهم ونصرة شيعتهم
وموالاة من والاهم ومعاداة من عاداهم ، فهل بعد كلّ ذلك يستثني المسلم زيارة
مراقدهم المشرّفة ، ويترك التشرّف والتبرّك بزيارتها ، إذا كان النصّ العام الصحيح
في كتب ومصادر أهل السنّة يجيز زيارة قبر أيّ مسلم عاديّ أو مَنْ هم أقلّ شأناً
منهم؟ لا أظنّ أنّ هناك شخص مكتمل العقل يستثني أحبّة الله ورسوله ، وهم أهل بيت
العصمة والطهارة.
البكاء على أهل البيت عليهمالسلام
:
إنّ الكثير من أعداء أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، ومع انتشار
المحطات الفضائيّة ، يعيبون ويطعنون على الشيعة كثرة بكائهم على أهل البيت عليهمالسلام عند ذكر مصائبهم
ومظلومياتهم ، وعند دعائهم وتضرّعهم إلى الله تعالى.
ثمّ إنّ الكثير من
العامّة ينتقدون على أتباع أهل البيت تلك الظاهرة ، وحيث إنّ أغلب الناس لا
يستطيعون الوصول إلى تلك الدرجة من الحبّ والولاء لأهل البيت من خلال البكاء ،
فإنّهم يطبّقون المثل الشائع ـ قال هذا حامض لمّا لم يناله ـ لأن من عادة البشر
إذا لم يستطيعوا شيئاً ، فإنّهم يطعنون فيه ، وفي نفس الوقت يحسدون أصحابه عليه.
قال تعالى في سورة النساء : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ
وَآتَيْناهُمْ مُلكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ
صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً )[٢].