يؤيّد موضوع التوسّل
، بل وندب إليه أيضاً بشكل واضح كما سأبين من خلال الأدلّة الواضحة من القرآن
والسنّة.
ولكن لنبق مع أولئك قليلاً ، فهم عادة
يقدحون بأيّ حكم يتبنّاه المسلمون جميعاً ، ويطعنون فيه وينكرونه إنكارا تامّاً ، ثمّ
عندما تظهر الأدلّة الواضحة على صحّة ما عليه المسلمون ، يبدؤون بالطعن في الأدلّة
الواردة في الموضوع ، ثمّ عندما تظهر صحّة الأدلّة وليس من مفرّ إلى إنكارها ، يؤوّلونها
على حسب أهوائهم حتّى تتوافق مع آرائهم التي تمتلئ حقداً وبغضاً لأهل بيت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
، هكذا هم دائماً ، وهذا هو ديدنهم في النظر إلى الأمور.
أمّا بالنسبة إلى موضوعنا وهو التوسّل ،
فهو أمر شرعيّ ، وحكم ثابت عند المسلمين جميعاً بشتّى اختلافاتهم واتّجاهاتهم ، وهو
ثابت في القرآن الكريم والسنّة النبوية ، وهو ما فعله المسلمون جميعاً منذ العصر
الأوّل للإسلام وحتّى عصرنا هذا ، وهذا ليس بمستغرب ، بل إنّ الغريب والعجيب أنْ
يأتي من ينكر هذا الأمر ويحاول طمسه وإخفاء ما أقرّه الشرع ، وفعله المسلمون ، حقداً
وبغضاً لرسول الله وأهل بيته الطاهرين حتّى لا يتّخذهم المسلمون وسيلة إلى الله
تعالى ، وأنّى لهم ذلك ، فقد توسّل الصحابة برسول الله إلى الله ، وتوسّلوا بأهل
البيت ، وتوسّلوا بقبر رسول الله ، وتوسّلوا بالعبّاس عمّ رسول الله ، وتوسّلوا
بكلّ من له جاه ومنزلة عند الله تعالى اتّباعا لأمره والتزاما بتعاليم الإسلام
ورسوله محمّد صلىاللهعليهوآله.
يقول الله سبحانه
وتعالى في سورة المائدة : ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ )[١].
وقال تعالى في سورة الإسراء : ( أُولئِكَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ