اشكاليّات خطيرة
جدّاً ، وحيرة عند العلماء ، فهم قد أحاطوا أنفسهم وقيّدوها بشروطهم ، والتي منها
عدالة الصحابة أجمعين ، وكذلك شروط قبول الرواية أو ردّها ، أدّى ذلك في النهاية
إلى الرضا والسكوت عن عشرات الروايات ، والتي تطعن في رسول الله صلىاللهعليهوآله وعصمته ومنزلته ، وقد
ذكرنا قسماً كبيراً منها ، وبدلاً من ردّها ورفضها ، قام العلماء بعد قبولها
والإقرار بصحّتها ، بشرحها واستنباط الأحكام منها ، فصار بين أيدي المسلمين الكثير
من أحكام التحريم والتحليل ، استنبطت من خلال روايات مكذوبة موضوعة ومفتراة على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فيدخل المسلم في سخط الله ، وهو يظنّ أنّه في طاعته.
وما هذا الضلال الذي نراه ونعاني منه
إلاّ بسبب تلك القيود التي قيّدوا أنفسهم بها ، فلو أنّهم اخترقوا دائرة العدالة
عند الصحابة أجمعين ، وبدلاً من الطعن في رسول الله وعصمته اعترفوا بأخطاء بعض
الصحابة ونفاق البعض منهم أيضاً لانحسرت نسبة التهم والنقائص التي ألصقت برسول
الله صلىاللهعليهوآله
، ولو أعيد النظر في شروط أخذ الحديث أو ردّه ، لمّا أقرّ المسلمون تلك التهم التي
ذكرنا عدداً كبيراً منها.
فبسبب كلّ ما ذكرت ، دخلت مسألة رضاع
الرجل الكبير على المسلمين وفقههم بكلّ سهولة ويسر ، ومن دون أيّة مقاومة تذكر ،
بل إنّها استقبلت بالرضا والقبول والتسليم كغيرها من التهم والافتراءات ، وقبل
المسلمون أنْ يطعن في رسول الله وعصمته.
إنّ مسألة رضاع
الكبير من المسائل الخطيرة ، والتي إذا طبّقت في المجتمعات الإسلاميّة فإنّها سوف
تكون عاملاً أساسيّاً في إشاعة الفاحشة ونشر الرذيلة وبشكل شرعي ، وهذا الموضوع
يشبه في أهدافه الموضوع السابق الذي يجيز الاعتداء على أعراض المسلمين ويجيز
اغتصاب النساء ، وما