الله العظيم من قبل
أهل السنّة والجماعة ، ولم يعنوا أنفسهم بالدفاع عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ولو في موقف واحد ،
بينما تجدهم في حالة دفاع مستمر وبشكل مستميت عن أبي بكر وعمر ومعاوية ويزيد
وغيرهم.
إنّ معنى الآية هو أنّ كل نبي أو رسول
أو محدّث كما في بعض الروايات يتمنّى أنْ تزال كلّ الحواجز والعوائق والشبهات من
أمام دعوته ونشرها للناس ، هذه الأمنية يتصدّى لها الشيطان بأنْ يلقى في قلوب
الناس الشبهات والأباطيل ، ويضع العوائق في طريق الدعوة ، فينسخ الله ما يلقى
الشيطان من قلوب المؤمنين فيثبتوا على إيمانهم ويزدادوا إيمانا ، وتثبت وترسخ
شبهات الشيطان في قلوب المنافقين والمشكّكين والطاعنين بعصمة رسول الله ومنزلته
ومقامه العظيم من أمثال واضعي قضيّة الغرانيق وأتباعهم ، ثمّ يحكم الله سبحانه
وتعالى بعد الاختبار والصبر والتحمّل آياته ويثبتها في قلوب المؤمنين ، فهو سبحانه
وتعالى عليم بقلوب العباد ، ويعرف المؤمن والمنافق وهو سبحانه حكيم في إظهار
إرادته بأنْ يقيم الحجّة على الناس ، فيتميّز الخبيث من الطيّب والمؤمن من
المنافق.
وقال في التفسير الصافي : « في الاحتجاج
، عن أمير المؤمنين عليهالسلام
في حديث مضى بعضه في المقدمة فيذكر الله جلّ ذكره لنبيّه ما يحدّثه عدّوه في كتابه
من بعده بقوله : وما أرسلنا من قبلك الآية ، يعني أنّه ما من نبيّ تمنّى مفارقة ما
يعانيه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنها إلى دار الإقامة إلا ألقى الشيطان
المعرض بعداوته عند فقده في الكتاب الذي انزل عليه ذمه والقدح فيه والطعن عليه
فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا يقبله ولا يصغي إليه غير قلوب المنافقين
والجاهلين ويحكم الله آياته بأن يحمي أولياءه من الضلال والعدوان ومتابعة أهل
الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم