البيت عليهمالسلام واتّباعهم
والاقتداء بهديهم ، ومتابعة نهجهم ، وسلوك صراطهم المستقيم ، حيث لا سبيل للنجاة
من فتن الدنيا وضلالاتها ومحنها وإحنها ، إلا باتّباعهم عليهمالسلام والاقتداء بهم
وبهديهم؛ لأنّ في ذلك النجاة والأمان في الدنيا والآخرة ، وهذا تصديق وتطبيق لقول
الرسول محمّد صلىاللهعليهوآله
الذي روته عنه كلّ فئات المسلمين والذي يوجّه فيه الناس ويعبّر لهم بأوضح المعاني
إلى معنى الهداية الحقيقي ويحذّرهم أيضاً من الزيغ والضلال من بعده.
فقد روت صحاح المسلمين ومسانيدهم عن
كثير من الصحابة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنّه قال : « تركت فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً ، كتاب الله
وعترتي أهل بيتي » [١].
وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك
والسيوطي في الدر المنثور وغيرهما كثير عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه ، قال : سمعت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخّلف عنها غرق » [٢].
هذا بالإضافة إلى مئات الآيات القرآنيّة
والأحاديث الشريفة التي تتعلّق بأهل البيت عليهمالسلام
، وفضيلتهم ، وفضائلهم ، وحقّّهم وأحقّيّتهم ، وحقيقتهم ، عموماً ومنها التي تختصّ
بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
خصوصاً من حيث الفضائل والوصيّة بالولاية ، ومنزلته من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحقّه وأحقّيته ،
كآية التطهير ، وآية المباهلة ، وآية المودة ، وآية الولاية ، وآية التبليغ ، وآية
إكمال الدين وتمام النعمة ، وسورة الإنسان ، وسورة الكوثر ، والعاديات ، والبيّنة
،
[١] أنظر حديث
الثقلين في سنن النسائي ٥ : ١٣٠ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٢٩ ، مسند أحمد ٥ : ١٨٢ ،
المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٩٣ ، وغيرها.