لاحظوا في الشروحات ، فإنّها تكون
دائماً لتبرير فعل الصحابي ثمّ استنباط الأحكام بناء على ذلك التبرير ، ولا يلفت
النظر نهائيّاً إلى شخص رسول الله وعصمته وأدبه وخلقه ، بل تتّجه إلى اصطناع فضائل
وتبرير مواقف فعلها الصحابة حتّى ولو خالفت القرآن الكريم وكلام ربّ العالمين الذي
يقول : ( إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ
كِتاباً مَوْقُوتاً )[٢].
وقد ذكر في كتب التاريخ والحديث أنّ
أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام
كان لا يدع صلاته حتّى في أشدّ المواقف ، وقد ذكرت صلاته في معركة صفّين عندما
كانت تنهال عليه النبال من كلّ صوب وهو مستمر في صلاته [٣] ، فهذا تلميذ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكيف برسول الله
الذي علم أمير المؤمنين عليهالسلام
كيف يكون الرجل رجلاً في المواقف الصعبة وكيف كانوا كلّما اشتدت الأمور كانوا
يزدادون قرباً من الله تعالى.
هل يجوز
في حقّ الرسول أنْ ينسى الطهارة من الحدث؟
بالإضافة إلى ما ذكرنا من إدخال
التناقضات والنقص والسهو على شخص الرسول الكريم في الصحاح والمسانيد وفي الروايات
التاريخيّة عند أهل السنّة والجماعة وهو ما بيّناه ومن خلال أصحّ الكتب عندهم ، فإنّني
أضيف هنا قضيّة أخرى طعنوا فيها على رسول الله صلىاللهعليهوآله
، أكّدتها الروايات وأقرّها العلماء وتلقّاها العامة بالرضا والقبول من دون بحث أو
محاولة للردّ دفاعاً عن رسول