الإسلام أبو محمد
... قال الخليلي : أخذ علم أبيه وأبي زرعة ... قال ابن السبكي في الطبقات : حكي
أنه لمّا هدم بعض سور طوس احتيج في بنائه إلى ألف دينار ، فقال ابن أبي حاتم لأهل
مجلسه الذين كان يلقي إليهم التفسير : من رجل يبني ما هدم من هذا السور وأنا ضامن
له عند الله قصرا؟ فقام إليه رجل من العجم فقال : هذه ألف دينار واكتب لي خطّك
بالضمان. فكتب له رقعة بذلك وبني ذلك السور.
وقدر موت ذلك
الأعجمي ، فلمّا دفن دفنت معه تلك الرقعة ، فجاءت ريح فحملتها ووضعتها في حجر ابن
أبي حاتم وقد كتب في ظهرها : قد وفينا بما وعدت ، ولا تعد إلى ذلك.
ثم إنّه قد ثبت أن
ابن أبي حاتم قد التزم في تفسيره بإخراج أصحّ ما ورد في تفسير كلّ آية ، وقد نصّ
على ذلك السيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) حيث قال بعد حديث : « وأخرجه ابن أبي حاتم
في تفسيره ، وقد التزم أن يخرج فيه أصحّ ما ورد ، ولم يخرج فيه حديثا موضوعا
البتّة ».
وقال في ( الإتقان
) بعد أن ذكر تفسير السدي : « ولم يورد منه ابن أبي حاتم شيئا لأنه التزم أن يخرج
أصح ما ورد » [٣].