وابن سبع صاحب
كتاب ( شفاء الصدور ) من أجلّة حفاظ أهل السنة ، وأعاظم علمائهم ، كما يظهر من
ترجمته ، وإليك بعض الكلمات الواردة في حقّه :
١
ـ الذهبي : « الكلاعي ـ الامام
العالم الحافظ البارع ، محدّث الأندلس وبليغها أبو الربيع ... عني أتم عناية
بالتقييد والرواية ، وكان إماما في صناعة الحديث ، بصيرا به حافظا حافلا عارفا
بالجرح والتعديل ، ذاكرا للمواليد والوفيات ، يتقدّم أهل زمانه في ذلك وفي حفظه
اسماء الرجال ، خصوصا من تأخر زمانه وعاصره ، كتب الكثير ، وكان خطّه لا نظير له
في الإتقان والضبط ، مع الاستبحار في الأدب والاستهتار بالبلاغة ، فردا في إنشاء
الرسائل ، مجيدا في النظم خطيبا فصيحا مفوها مدركا ، حسن السرد والمساق لما ينقله
، مع الشارة الأنيقة والزيّ الحسن ، وهو كان المتكلّم عن الملوك في زمانه في
المجالس ، المبيّن عنهم لما يرومونه في المحافل على المنابر ، ولي خطابة بلنسة في
أوقات ، وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة ... وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه ، انتفعت
به في الحديث كلّ الانتفاع وأخذت عنه كثيرا.
قلت : حدّث عنه
أبو العباس أحمد بن العماد قاضي تونس ، وطائفة ، قال ابن مندي : لم ألق مثله جلالة
ونبلا ورياسة وفضلا ، وكان إماما مبرّزا في فنون من منقول ومعقول وموزون ومنثور ،
جامعا للفضائل ، برع في علوم القرآن والتجويد ، أما الأدب فكان ابن بجدته ، وهو
ختام الحفاظ ...
قال الأبّار ... وهو
آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس ، استشهد بكابية تنسيه على ثلاث فراسخ من مرسية
مقبلا غير مدبر ، في العشر من ذي الحجة سنة ٦٣٤.
قال الحافظ
المنذري : توفي شهيدا بيد العدو ، وكان مولده بظاهر مرسية في
[١] الاكتفاء في
فضائل الأربعة الخلفاء ـ مخطوط ، وقد ذكر في كشف الظنون ٢ / ١٠٥٠ « كتاب شفاء
الصدور ... ».