إن أراد ( الدهلوي
) إثبات خلق الحسنين من نور النبي ، فلما ذا ينكر خلق علي من النور؟! بل إن خلقهما
من نوره دليل باهر على خلق علي من النور الإلهي ، وإلاّ لزم تفضيلهما عليه وهو
خلاف ما أجمع عليه المسلمون.
ولو قيل : إنه ذكر
خلق الحسنين من نور النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلزم به الامامية.
قلنا : فكان عليه
حينئذ ذكر رواية من طرقهم متضمنة لهذا المعنى بحيث يتفرع على ذلك توهم كون نورهما
أقوى من نوره ، والحال إن روايات الامامية الواردة في هذا الشأن ـ والتي تقدّم في
الكتاب ذكر بعضها ـ تدل بصراحة على أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأنه لم يكن
نورهما أقوى من نوره أبدا.
٨ ـ ما المراد من كثرة النور؟
إن كان المراد من
كثرة النور زيادته في الكم والكيف فإن هذا عين القوة والشدة ولا وجه للتفريق
بينهما ، وإن كان المراد أن في علي عليهالسلام نورا واحدا وهو النور العلوي وفي الحسنين نورين أحدهما
النور النبوي والآخر النور العلوي ، فإنه وإن كان هذان النوران أقل من النور
العلوي كما وكيفا لكن هذا ليس كثرة في الحقيقة ، ولا يجعل عاقل هذه الكثرة ملاكا
للأفضلية والأولوية بالامامة ، لأنّها كثرة اعتبارية مثل كثرة الأجزاء بالنسبة إلى
الكلّ.
٩ ـ لزوم كون نورهما أكثر من
نور النبي
إنه لو صحّ هذا
التوهم لزم أن يكون نور الحسنين عليهماالسلام أكثر من