ثم بايعته
الأنصار. ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة. فقلت :
قتل الله سعد بن عبادة.
قال عمر : وإنا
والله ما وجدنا في ما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا إن فارقنا
القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على ما لا نرضى
وإما نخالفهم فيكون فساد ، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو
ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا » [١].
وقد احتج أبو بكر
في خطبته يوم السقيفة على الأنصار بالقرب في النسب مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث قال : « نحن
عشيرته وأقاربه وذوو رحمه ، ونحن أهل الخلافة وأوسط الناس أنسابا » فعلى أساس هذا
الاستدلال يكون علي عليهالسلام ـ وهو أقرب إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم من أبي بكر بلا ريب ـ هو الأولى والأحق بالأمر بعد النبي
صلّى الله عليه وسلّم.
وأما هذه الخطبة
فقد رواها جماعة من أئمة الحفاظ.
قال الحافظ محب
الدين الطبري : « وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب : إن أبا بكر يوم السقيفة تشهد
وأنصت القوم فقال : بعث الله نبيّه بالهدى ودين الحق فدعا رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم إلى الإسلام ، فأخذ الله بقلوبنا ونواصينا إلى ما دعا إليه ، فكنا معشر
المهاجرين أول الناس إسلاما ونحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمه ، ونحن أهل الخلافة
وأوسط الناس أنسابا في العرب ، ولدتنا العرب كلها فليس منهم قبيلة إلا لقريش فيها
ولادة ، ولن تصلح إلاّ لرجل من قريش ، هم