وإليك نص كلمة
الشيخ عبد الحق الدهلوي في معنى الحديث ، فإنه قال :
« قوله : الأرواح
جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف. الجنود :
جمع جند ، ومجنّدة
: مجتمعة على نحو قناطير مقنطرة ، وفيه دليل على أن الأرواح ليست بأعراض ، وعلى
أنها كانت موجودة قبل الأجساد ، ولا يلزم من ذلك قدمها ، لكن يبطل القول بخلقها
بعد تمام البدن وتسويته ، إلاّ أن يراد بخلقها قبل البدن تقديرها كذلك ، وهو مخالف
لظاهر الحديث جدّا ، بل قد جاء في الحديث : خلقت الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ،
وعلى أنها خلقت في أول خلقتها على قسمين من ائتلاف واختلاف باعتبار موافقة في
الصفات ومخالفة فيها ، وإن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف
وتختلف على حسب ما خلقت عليه ، فالخيّر يحب الأخيار ، والشرّير يحب الأشرار ، وإن
عرض عارض يقتضي خلاف ذلك فالمآل إليه ، فما تعارف منها قبل التعلق بالأجساد ائتلف
بعده ، كمن فقد أليفه ثم اتصل به ، وما تناكر قبله اختلف بعده ، وهذا التعارف
والتناكر إلهامات من الله من غير إشعار منهم بالسابقة » [١].
وعلى هذا فأين وجه
التأييد؟ ولما ذا لم يبيّنه ( الدهلوي ) ولو إجمالا؟
والظاهر : إنه
يقصد من هذا أن الائتلاف في عالم الأجساد يدل على التعارف في عالم الأرواح ،
والتعارف يستلزم كونها في مكان واحد ، وبما أن الخلفاء كانوا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا العالم
فإن أرواحهم كانت مع روحه هناك ، وهذا معناه أن تكون أرواحهم كروحه صلىاللهعليهوآلهوسلم مخلوقة قبل خلق
آدم عليهالسلام.
ولكنّ بطلان هذا
واضح جدا ، فإنه يستلزم أن يكون خلق جميع الصحابة