حتى عند القائل بإرسالها
، فقد رووا عن شعبة ، قال : « حدّثني عبدالملك بن ميسرة ، قال : الضحّاك لم يلق ابن
عبّاس ، إنّما لقي سعيد بن جبير بالريّ ، فأخذ عنه التفسير » [١].
وعليه ، فرواياته عن
ابن عبّاس في التفسير مسندة غير مرسلة ، إذ كلّها بواسطة « سعيد بن جبير » الثقة الثبت
بالاتّفاق ، غير إنّه كان لا يذكر الواسطة لدى النقل تحفّظاً على سعيد ، لكونه مشرّداً
مطارداً من قبل جلاوزة الحجّاج الثقفي ، وتحفّظاً على نفسه أيضاً ، لكونه قصد سعيداً
في الريّ للأخذ عنه ، وجعل يروي ما أخذه عنه وينشر رواياته بين الناس ، لا سيّما مثل
هذا الخبر الذي يُعَدّ من جلائل مناقب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
هذا ، واعلم أنّ «
ابن سنان » الراوي عن « الضحّاك » هو ـ بقرينة الراوي والمروي عنه ـ : « سعيد بن سنان
البرجمي الكوفي ، نزل الريّ » قال الحافظ : « صدوق له أوهام » وعلّم عليه علامة : مسلم
، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة [٢].
ولا أستبعد أن يكون
« ابن سنان » هذا أيضاً من المشرّدين اللاجئين إلى الريّ خوفاً من الحجّاج ، وأن يكون
إسقاط اسم « سعيد بن جبير » منه ... والله العالم.
وكيف كان ، فالرواية
من الأسانيد المعتبرة الواردة في الباب.
٥ ـ رواية الحاكم النيسابوري
رواه بإسنادٍ له عن
أمير المؤمنين عليهالسلام كما تقدّم.