وهذا القول حكوه عن
ابن عبّاس كذلك ، وعن مجاهد وقتادة والضحّاك والسدّي في آخرين ، كما قال ابن الجوزي
، واختاره ابن جرير الطبري ، وكثير من المتأخّرين ـ كالآلوسي ـ ، بل في الوسيط للواحدي
[١] وتفسير البغوي نسبته إلى أكثر
المفسرين ، قال البغوي : « يدل عليه قراءة عبدالله وأُبيّ : واسأل الّذين أرسلنا إليهم
قبلك رسلنا » [٢] .. لكنّ ابن كثير قال : « وهذا كأنّه تفسير لا تلاوة. والله
أعلم » [٣].
وهذان القولان هما
الأوّل والثاني من الأقوال الثلاثة التي ذكرها ابن الجوزي بتفسيره ... فهل سأل صلىاللهعليهوآلهوسلم أو لا؟! وعلى تقدير السؤال ، فما كان الجواب؟!
قال ابن الجوزي : «
وعند المفسّرين أنّه لم يسأل ، على القولين » [٤].
أقول :
فلا جواب عندهم عن
السؤال ، أو أنّ هناك جواباً صحيحاً مطابقاً لظاهر الآية ـ ولا خروج فيه عن الحقيقة
إلى المجاز ـ مشتملاً على جميع جوانب المسألة ، ولكنّهم لا يريدون التصريح به والإفصاح
عنه؟!
إنّ هذا الموقف من
ابن الجوزي وأمثاله لَيذكّرنا بموقفهم من حديث « الأئمّة بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش
» ؛ إذ يشرّقون ويغرّبون ، ويختلفون ويضطربون ... حتّى قال ابن الجوزي : « قد أطلت
البحث عن معنى هذا