وعمّا ذكره ـ في الوجه
التاسع ـ من « أنّ قوله كلّ قومٍ ، صيغة عموم ... ».
معنى الآية المباركة
وقبل الورود في البحث
نتأمّل في معنى الآية الكريمة بالنظر إلى مداليل مفرداتها :
يقول تعالى : ( إِنَّما أَنْتَ
مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ).
أمّا كلمة « إنّما
» فتدلٌّ على الحصر ، ولا كلام في هذا ، و « الإنذار » إخبارٌ فيه تخويف كما أنّ التبشير
إخبار فيه سرور [١].
وقال القاضي البيضاوي
بتفسيرها : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) مرسَل للإنذار كغيرك من الرسل ، وما عليك إلاّ الإتيان بما تتّضح
به نبوّتك » [٢].
والآيات الواردة في
هذا المعنى كثيرة ، ففي بعضها الحصر بالألفاظ المختلفة الدالّة عليه ، كقوله تعالى
: ( إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
وَكِيلٌ )[٣].
و ( قُلْ يا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ )[٤].