مكائد الوهابيّة في
الكويت ، ولا علاقة للمؤلِّف والمؤلَّف بالشيعة وتراثهم ، بل هو كرّ على فرّ ، من
تهمٍ وشبهات قد أُثيرت من قبل ، والمايز أنّ المؤلّف قد أوردها بشكل قصصيّ وروائيّ
، حتّى يتمكّن من تأثير أكبر في نفوس السذّج ، وإلاّ فليس فيه من جديد يعبأ به.
وأمّا ما ذكرتموه من مسألة التحريف ، فلا
نرى مصلحة في الخوض فيها ، بعدما نكون على قطع ويقين ، بأن لا يستفيد منها إلاّ
أعداء الدين ، فالذين يثيرون هذا الموضوع بين حينٍ وآخر ، إمّا أنّهم جهلة ، وإمّا
لهم أغراض ودوافع سيّئة.
وعلى أيّ حال ، فنحن نكتفي بذكر إشارات
في هذا المجال ، ريثما يتنبّه الغافلون ، ولا ينسبون إلى الشيعة شيئاً هم أنسب به.
أوّلاً : إنّ القول بالتحريف كان
موجوداً عند أعلام أهل السنّة ، بل وإنّ أكثر الروايات في هذا الموضوع عامّية
السند ، ولمعرفة الحال لابأس بمراجعة كتاب ( المصاحف ) لابن أبي داود السجستانيّ ،
وكتاب ( الفرقان ) لابن الخطيب.
ثانياً : إنّ كتاب ( فصل الخطاب ) للشيخ
النوريّ الطبرسيّ قدسسره
أكثر أحاديثه من مصادر أهل السنّة! فلا يكون له دلالة على الشيعة.
ثالثاً : نحن وإن لم ننكر وجود آراء
شاذّة في هذه المسألة لبعض علماء الطائفة ـ كالنوريّ ـ ولكن هذا لا يعني أن ننسب
رأي هذا البعض إلى كلّ الشيعة ؛ أفهل يعقل أن نعتمد على آراء وأحاديث كتاب المصاحف
في تبيين وجهة نظر أهل السنّة في التحريف؟
رابعاً : الأحاديث الواردة في مجامعنا
الروائية حول هذا الموضوع ، منها ما هو صحيح ومعتبر ، ومنها غير ذلك.
ومجمل الكلام : أنّه لا توجد حتّى رواية
واحدة معتبرة سنداً لها دلالة واضحة على التحريف ، نعم هناك ما يوهم هذا الأمر ، ولكن
مع الإمعان في معناه