وما ذكره محمّد بن عبد الوهّاب في كتابه
التوحيد [١]
، عن ابن مسعود قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمّد ، إنّا
نجد أنّ الله يجعل السماوات على إصبع من أصابعه ، والأرضين على إصبع ، والشجر على
إصبع ، والماء على إصبع ، والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ، فيقول : أنا
الملك ، فضحك النبيّ صلىاللهعليهوآله
حتّى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ، ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( وَالأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )[٢].
قال ابن بطوطة في رحلته : ( وكان بدمشق
من كبار الفقهاء الحنابلة ، تقيّ الدين بن تيمية ، كبير الشام ، يتكلّم في الفنون
، إلاّ أنّ في عقله شيئاً! وكان أهل دمشق يُعظّمونه أشدّ التعظيم ، ويعظهم على
المنبر ، وتكلّم مرّة بأمرٍ أنكره الفقهاء ...
قال : وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم
الجمعة ، وهو يعِظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جُملة كلامه أنّ قال
: إنّ الله ينزِلُ إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجةً من المنبر!
فعارضه فقيه مالكي ، يعرف بابن الزهراء
، وأنكر ما تكلّم به ، فقامت العامّة إلى هذا الفقيه ، وضربوه بالأيدي والنعال
ضرباً كثيراً ، حتّى سقطت عمامته ، وظهر على رأسه شاشية حرير ، فأنكروا عليه
لباسها ، واحتملوه إلى دار عزّ الدين بن مسلم ، قاضي الحنابلة ، فأمر بسجنه ، وعزّره
بعد ذلك ... ) [٣].
وقد أفتى ابن باز في فتاويه : ( التأويل
في الصفات منكر ولا يجوز ، بل يجب إمرار الصفات كما جاءت على ظاهرها اللائق بالله
جلّ وعلا ، بغير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل ) [٤].