ج : لقد اتّفق علماؤنا على وثاقة هشام
بن الحكم ، وعظم قدره ، ورفعة منزلته عند الأئمّة عليهمالسلام
، وأنّه كان من أكابر أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام
، وروى حديثاً كثيراً عنهما ، وبلغ من مرتبته وعلوّه عند الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّه دخل عليه
بمنى ـ وهو غلام ـ وفي مجلسه شيوخ الشيعة ، فرفعه على هؤلاء ، وليس في المجلس إلاّ
من هو أكبر منه سنّاً. فقال عليهالسلام
له ـ بعد أن سأله عن أسماء الله واشتقاقها ، فأجابه ـ : ( أفهمت يا هشام فهماً
تدفع به أعدائنا الملحدين مع الله تعالى
) ، قال هشام : نعم ؛ قال عليهالسلام
: ( نفعك الله
به وثبّتك ) ، قال هشام : فو الله ما قهرني أحد
في التوحيد [١].
وقوله عليهالسلام
: ( هذا ناصرنا
بقلبه ولسانه ويده ... ) [٢] ، وكذا قوله عليهالسلام : ( هشام بن الحكم رائد
حقّنا ، وسائق قولنا ، المؤيّد لصدقنا ، والدامغ لباطل أعدائنا ، من تبعه وتبع
أثره تبعنا ، ومن خالفه وألحد فيه عادانا وألحد فينا
) [٣] دليل على
عظمته وجلالته.
ومع هذا ، فقد طعن فيه العامّة ، وهذا
رفعة له ومنزلة ، بل توغّل العامّة في البغض له دليل على جلالة قدره وسموّ مقامه.
وقد وردت فيه أخبار ذمّ من جهة قوله
بالتجسيم ، وقد نزّهه الأعلام ، وذبّ عنه العلماء ، كما وردت روايات كثيرة مستفيضة
في الترحّم عليه من الأئمّة عليهمالسلام.
وأمّا هشام بن سالم
، فهو من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام
، وكان له أصل وكتاب ، وهو ثقة بلا ريب ، وقد وردت فيه روايات مادحة أوردها الكشّي
قدسسره[٤] ، وحكى عنه
غيره.