التعبير العربيّ كان يوم ذاك ولا زال
محبوب عند القبائل ، أنّهم كانوا يعبّرون عن رعاية الكبير ـ سواء كان شيخ عشيرة ، أو
أمير بلد ، أو ملك ، أو صاحب سلطة ـ بأنّهم يراعون وجهه ، ويعبّرون عن أنفسهم
بأنّهم جالسون أمامه ، ووجوههم في وجهه ، فلا يستطيعون مخالفته ، فيقولون ولا زال
التعبير إلى يومنا هذا : بخاطر وجهك.
فالله تعالى يعتبر التقرّب إليه بأن
يكون العمل خالصاً له ( إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ )[٢].
فالوجه هنا عبارة عن الذات الإلهيّة ، والتوجّه
إليه تعالى توجّهاً كاملاً ، والتقرّب إليه وحده سبحانه ، بلا شريك ، ولا دخل
لغيره.
وهنا حينما يقول : ( وَيَبْقَى
وَجْهُ رَبِّكَ )
أي يبقى ربّك ، لأنّ كلّ معبود سيفنى ، والمعبود الذي يبقى هو الله تعالى ( كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ )[٣] ، وهذا هو
المقصود من الوجه ، أي إلاّ الله تعالى ، هذا التعبير ، يعني تقريب المعقول عن
طريق التشبيه بالمحسوس ، أصل جار في كثير من الآيات الكريمة.
( حيدر ـ السويد ـ .... )
الهُشامان لا يقولان بهما :
س
: تزعم الوهابيّة : أنّ هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، قالا بالتجسيم ، وقد
وبّخهما الإمام الصادق بقوله : ( دع الهشامين ) الموجودة في أُصول الكافي ،
والتوحيد للصدوق ، وغيرهما.
فهل
هذه المقولة لها شيء من الصحّة؟ نرجو الجواب على هذا ، ويا حبذا