نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 570
تَعْلَمُونَ
)[١]
؛ نسأل الله أن يكتب فائدة ذلك لجميع المسلمين ، وأن ينفع به من أراد اليقين ،
آمين ربّ العالمين.
س
١ : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( من مات ولم يعرف
إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) ، فهل نحن مكلّفون بموجب هذا الحديث بمعرفة الإمام
ذاتاً؟ بحيث لو طلب من أحدنا الإشارة إليه وتعيينه وتحديده من بين مجموعة من الناس
لاستطاع ، أم أنّا مكلّفون بمعرفته صفة؟ أم أنّه يكفينا مجرد معرفة كونه حيّاً
وموجوداً كحجّة ، حتّى ولو كان غائباً؟!
ج : نزولاً عند رغبتكم نجيبكم على
أسئلتكم ، عسى الله أن ينفع بها إخواننا المؤمنين ، ويهدينا وإيّاكم وإيّاهم
جميعاً إلى سواء السبيل ، وإليكم الجواب عن مسائلكم حسب تسلسلها في رسالتكم :
ج ١ : إنّ الحديث مذكور في التراث
الإسلاميّ السنّي والشيعيّ ، وذلك يبعث على الاطمئنان بصحّته إجمالاً لتفاوت
ألفاظه ، ولسنا بصدد تحقيق ذلك ، غير أنّا نقول :
الواجب في معرفة الإمام عليهالسلام ـ كما هو الواجب في
معرفة النبيّ صلىاللهعليهوآله
ـ تشخيصه اسماً ونعتاً وعنواناً ، أمّا معرفته بذاته ـ كما تفسّرون ـ فليس بواجب ،
إذ لو قلنا بذلك لخرج أهل العصور التالية بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله
عن الإسلام ، وهذا لا يقوله أحد ، ومن قال به وادعى لزوم معرفة النبيّ والإمام
بذاتهما ، كذّبه واقع الحال حتّى في بعض معاصريهما ، إذ لم يكن جميع المسلمين في
عصر النبيّ صلىاللهعليهوآله
يعرفونه بذاته ، وكتب السير والتاريخ تشهد بذلك.
ودونك تراجم الصحابة في مصادرها ، تجد
تقسيمهم إلى عدّة أقسام ، ومنهم من كان صحابياً ولم يره صلىاللهعليهوآله مع معاصرته له ، فهل
كلّ أُولئك ماتوا ميتة جاهلية؟ لأنّهم لم يعرفوا نبيّهم بذاته ، بحيث لو طلب من
أحدهم الإشارة إليه وتعيينه وتحديده من بين مجموعة من الناس استطاع؟