فلو أنّ بعض الناس إنّما يطوف بالبيت
الحرام لاعتقاده بأنّ الله تعالى جالس في الكعبة ، ويطوف لأجل هذا ، فهل يحقّ لنا
أن نمنع الطواف بحجّة أنّ دفع المفسدة أولى من جلب المنفعة؟!
( عادل أحمد ـ البحرين ـ ٣٥
سنة ـ خرّيج جامعة )
منه تقبيل الأضرحة :
س
: عقلي يمنعني من تقبيل الأضرحة ويقول : هذه الأفعال تهين المذهب ، هل عقلي على
حقّ أم إيماني ضعيف؟ كما يصفني أصدقائي.
ج : إنّ تقبيل الأضرحة تعتبر من مسائل
التبرّك الذي معناه التيمّن ، وهو طلب اليمن ، أي البركة ، وهي النماء في الخير
والزيادة فيه ، فالبركة هي الخير الدائم الثابت في الشيء والنامي فيه.
ومبدأ فعله إمّا الحبّ والودّ والتعزيز
والتكريم ، وإمّا الاتباع ، فالحبّ يكون مؤدّياً للتبرّك بالحبيب ولوازمه وآثاره ،
فحبّ الأنبياء والصلحاء يجرّ كلّ مؤمن إلى حبّ كلّ ما تركوه من آثار ، حتّى
أبنيتهم وألبستهم وأولادهم ، حتّى قال الشاعر :
أمرّ على الديار ديـار ليلى
أُقبّلُ ذا الجدار وذا الجدارا
وما حبُّ الديار شغفن قلبي
ولكنْ حبُّ من سكن الديارا
وأمّا المبدأ الثاني لفعل التبرّك فهو
الاتّباع ، فقد ثبت شرعاً أنّ الصحابة كانوا يتبرّكون برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم ينههم صلىاللهعليهوآله عن ذلك ولم يزجرهم
، ولم يبيّن بأنّ أفعالهم لا تجوز ، بل كان صلىاللهعليهوآله
يتركهم يفعلون ذلك ويفعله أيضاً ، من تكثير الطعام أو الشراب عند فقدانه أو نقصانه
، وتحنيكه الأطفال بريقه الشريف ، أو إشفائهم ببصاقه ، كما فعل مع أمير المؤمنين عليهالسلام في غزوة خيبر
وغيرها.
وقد ثبت في القرآن الكريم فعل ذلك في
قصّة يوسف عليهالسلام
، قال تعالى :