نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 530
لقد اختلفت الروايات والتفاسير في تحديد
هذا الذي مرّ على قرية ، لكنّها متّفقة على أنّه مات مائة عام ، ورجع إلى الدنيا
وبقي فيها ، ثمّ مات بأجله ، فهذه رجعة إلى الحياة الدنيا.
وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( لتركبن سنن من كان
قبلكم ... ).
هذا ، وروي عن أبي بصير أنّه قال : قال
لي أبو جعفر عليهالسلام
: ( ينكر أهل العراق الرجعة )؟ قلت : نعم ، قال : أمّا يقرؤون القرآن ( وَيَوْمَ
نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا )؟
[١].
وروي عن حمّاد ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : ما يقول
الناس في هذه الآية : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ
مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا )؟
قلت : يقولون : إنّها في القيامة.
قال عليهالسلام
: ليس كما يقولون ، إنّ ذلك الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كلّ أُمّة فوجاً
ويدع الباقين؟! إنّما آية القيامة قوله : ( وَحَشَرْنَاهُمْ
فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا )[٢].
ويمكن أن يتجلّى لنا الهدف من هذا الأمر
الخارق الذي أخبر عنه أئمّة الهدى عليهمالسلام
، إذا عرفنا أنّ العدل الإلهيّ واسع سعة الرحمة الإلهيّة ، ومطلق لا يحدّه زمان
ولا مكان ، وأنّه أصيل على أحداث الماضي والحاضر والمستقبل ، والرجعة نموذج رائع
لتطبيق العدالة الإلهيّة ، ذلك لأنّها تعني أنّ الله تعالى يعيد قوماً من الأموات
ممّن محّض الإيمان محضاً ، أو محّض الكفر محضاً ، فيديل المحقّين من المبطلين عند
قيام المهديّ عليهالسلام.
وفي الختام : نشير إلى أنّ الشيخ الحرّ
العامليّ قدسسره
أورد في الباب الثاني من كتابه ( الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة ) اثني عشر
دليلاً على صحّة الاعتقاد بالرجعة ، وأهمّ ما استدلّ به الإمامية على ذلك : هو
الأحاديث الكثيرة المتواترة علن النبيّ والأئمّة عليهمالسلام
ـ المروية في الكتب المعتمدة ـ وإجماع الطائفة