ج : من المعلوم لديك أنّ الأشياء تابعة
لأسبابها وعللها ومناشئها ، وتكتسب الوصف المناسب لها بحسب الهدف والغاية منها.
وقضية التبرّك بالقبور لا تخرج عن هذه
القاعدة ، فالقبر إنّما يكتسب الاهتمام وعدمه إذا سلّطنا الضوء على صاحب القبر ، فإنّ
كان المدفون فيه عبداً كافراً فاسقاً ، فمن الطبيعيّ لا يصحّ التبرّك بقبره.
أمّا إذا كان عبداً مقرّباً عند الله
تعالى ، ووليّاً من أوليائه ، أو نبيّاً ، أو ما شاكل ، فيكتسب القبر اهتماماً
لأجل المدفون فيه.
ويصحّ التبرّك بالقبر لأجل صحّة التبرّك
بصاحبه ، فقبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
يصحّ التبرّك به ؛ لأجل أنّ المسلمين كانوا يتبرّكون به في حياته.
وكما قلنا : فإنّ الأشياء تابعة
لمناشئها وعللها.
وقد تناقل المسلمون ـ شيعة وسنّة على
السواء ـ صحّة التبرّك بالقبر وأمثاله ، وعلى سبيل المثال لا الحصر : فقد نقل عبد
الله بن أحمد بن حنبل في كتاب العلل والسؤالات قال : ( سألت أبي عن الرجل يمسُّ
منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ويتبرّك بمسِّه ويقبِّله ، ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى؟ قال : لابأس
به ) [٢].
( عاشق الحسين ـ الكويت ـ ٢٢
سنة ـ طالب جامعي )
بالأضرحة وربط الخرق الخضراء :
س
: نسعد كثيراً ـ نحن أبناء المذهب الجعفريّ ـ بربط الخرق السوداء والخضراء في
أيادينا وحاجياتنا الخاصّة ، دون أدنى معرفة بأصل هذه العادة ، ويسألنا أخوتنا
كثيراً من أهل السنّة عن هذا الموضوع ، ولا نجيب بوضوح ، كيف نفسّر ذلك؟
ج : إنّ الشيعة بل المسلمين جميعاً ،
يعتقدون بحياة الأولياء بعد الموت ،