نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 517
الآية : ( وَجَاء
رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )[١] ، إذ يأتون
بأدلّة متعدّدة على استحالة مجيء الربّ عزّ وجلّ يوم القيامة بنفسه وهيكله ، لامتناع
الجسمية والتحوّل والتحرّك وغيرها عليه ، وفي نفس الوقت يؤيّدون رؤيته تعالى يوم
القيامة ، بآية : ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )[٢]
، اعتماداً على روايات مردودة سنداً أو دلالةً ، أليس هذا تهافتاً واضحاً في كلام
هؤلاء؟
٣ ـ وأمّا بالنسبة لآية ( إِنِّي
أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ )
، فإنّها لم تعبّر عن الرؤية المادّية المحسوسة في اليقظة ـ والكلام في هذا الفرض
ـ والشاهد على ما نقول هو : ( فَانظُرْ مَاذَا
تَرَى )[٣] ، إذ ليس
المقصود النظرة والرؤية بالعين ، بل بمعنى إبداء الرأي في الموضوع.
وبعبارة واضحة : أنّ إبراهيم عليهالسلام كان يريد أن يذكر
لابنه إسماعيل عليهالسلام
بنزول الوحي في المنام بذبحه ، والدليل الواضح جواب إسماعيل : ( قَالَ يَا
أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ )[٤] ، فإنّه
يدلّ على ورود الوحي ، ولو في الرؤيا.
وعلى كلّ ، فإنّ الكلام في امتناع رؤية
الله عزّ وجلّ بالرؤية البصرية ، والآية لا تدلّ على إمكانية الرؤية المذكورة بدون
انعكاس الضوء وتمييز المرئي.
٤ ـ ليس هناك أيّ تناقض بين لزوم وقوع
الرؤية بالبصر على المرئي كلّه أو بعضه ، وتشخيصه وتمييزه عمّا سواه ، وبين
الرواية التي ذكرت فيها صفة الجنّة بأنّ ( فيها ما لا عين رأت ... ) ، فإنّ الحديث
يذكر عظمة أنعم الله تعالى في الجنّة ، بأنّ فيها نعم ظاهرة وباطنة لم تراها أعين
البشر في الدنيا ، فأين هذا من جواز رؤية الله عزّ وجلّ في الآخرة؟!