نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 514
وأمّا بالنسبة إلى القسم الثاني : وهو
الرؤية المعنوية القلبية العقلية ، وهي أن ينتقل بنا العقل من معلوم إلى مجهول ، ومن
شاهد محسوس إلى شاهد غائب.
فلقد رأت العيون الخلق ، وحكم العقل
وجزم بوجود الخالق ، واعتقد القلب وآمن ، وهذا ما عناه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله لذعلب : ( تدركه القلوب بحقائق
الإيمان ) ، أي آمن القلب حقّاً وواقعاً ؛ لأنّه
رأى بعين الحسّ والعقل.
وبعبارة أُخرى : تدركه القلوب ـ أي
تدركه العقول الصافية عن ملابسة الأبدان ـ بحقائق الإيمان ، أي بالأنوار العقلية
الناشئة من الإيمان القوي ، والعلم والإذعان الخالص بوجود الباري عزّ وجلّ ، وأنّ
الإيمان إذا اشتدّ يصبح مشاهدة قلبية ورؤية عقلية.
ولا يخفى أنّ إدراك القلوب فوق إدراك
العيون ، لعدم وقوع اللبس والاشتباه في إدراكها بخلاف إدراك العيون ، فيقع اللبس
والاشتباه فيها كثيراً ، ولبعضهم : لئن لم تَرَكَ العينُ فقد أبصركَ القلبُ.
والخلاصة : أنّ الإنسان المؤمن إذا وصل
إلى أعلى مراتب الإيمان ، بحيث حصل له القطع واليقين والعلم المتين بوجود الخالق
العظيم ، من خلال الآثار والحقائق والآيات الدالّة عليه ، سوف يرى الله تعالى ـ
بقلبه ووجدانه وعقله المذعن الخالي عن المادّيات ، والصافي من الشكوك والأوهام ـ
رؤية نورانية معنوية.
( .... ـ البحرين ـ .... )
مستحيلة دنياً وآخرة :
س
: ما هو برهانكم بعدم رؤية الله في الآخرة؟
ج : إنّ القول بجواز الرؤية على الله
تعالى فيه التزامات مستحيلة عليه ـ تعالى عنها علوّاً كبيراً ـ منها : القول
بالتجسيم في حقّه ، والجهة ، وأنّه ذو أبعاد ، والمحدودية ، والتناهي ، وأنّه ذو
أجزاء وأبعاض.
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 514