نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 453
هذا ، ولكم منّا خالص
الدعاء.
ج : قال الشيخ المفيد قدسسره : ( وأمّا الخبر
بأنّ الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فهو من أخبار الآحاد ، وقد
روته العامّة كما روته الخاصّة [١]
، وليس هو مع ذلك بما يقطع على الله سبحانه بصحّته ، وإنّما نقله رواته لحسن الظنّ
به.
وإن ثبت القول فالمعنى فيه : إنّ الله
تعالى قدّر الأرواح في علمه قبل اختراع الأجساد ، واخترع الأجساد ، ثمّ اخترع لها
الأرواح ، فالخلق للأرواح قبل الأجساد خلق تقدير في العلم كما قدمّناه ، وليس بخلق
لذواتها كما وصفناه ) [٢].
وقال العلاّمة المجلسيّ قدسسره : ( اعلم أنّ ما
تقدّم من الأخبار المعتبرة في هذا الباب ، وما أسلفناه في أبواب بدء خلق الرسول صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام ـ وهي قريبة من
التواتر ـ دلّت على تقدّم خلق الأرواح على الأجساد ، وما ذكروه من الأدلّة على
حدوث الأرواح عند خلق الأبدان مدخولة ، لا يمكن ردّ تلك الروايات لأجلها ).
وجاء في الهامش : ( الكلام حول روايات
خلق الأرواح قبل الأبدان ، يقع في جهات :
١ ـ في صدورها : هل تكون مقطوعة الصدور
أو لا؟ وعلى فرض عدم القطع بصدورها ، هل يوجد دليل على وجوب التعبّد بها أو لا؟
٢ ـ في دلالتها : هل تدلّ دلالة صريحة
على تقدّم وجود الأرواح على أبدانها ، خارجاً بالتقدّم الزماني أو لا؟
٣ ـ في توافقها مع الأدلّة العقلية.
فنقول : أمّا من الجهة الأُولى ، فهي
غير بالغة حدّ التواتر ، فلا يحصل القطع بصدورها عادة ، وأدلّة حجّية الخبر الواحد
قاصرة عن غير ما يتعلّق بالأحكام