في الحديبية ـ سنة
سبع من الهجرة ـ على الموت ، أو على ألاّ يفرّوا.
وذلك عندما ندبهم رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى العمرة ، فخرجوا
محرمين للعمرة ، ولما صدّتهم قريش عن بيت الله الحرام ، وتهيّأت لقتالهم ، تبدّلت
السفرة من العمرة إلى القتال ، فكانت الحالة الثانية مخالفة لما انتدبهم إليها ، فاقتضت
الحالة أن يأخذ منهم البيعة على العمل الجديد وغير المعهود ، وهو قتال المشركين ، ففعل
ذلك ، فأعطت البيعة ثمرها في إرعاب أهل مكّة ، وعندها صالحوا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
( محمّد ـ المغرب ـ ١٥ سنة )
بيعة العقبة :
س
: ما معنى بيعة العقبة؟
ج : بيعة العقبة هي بيعتان :
بيعة العقبة الأُولى ، أو بيعة النساء :
هي أوّل بيعة أخذها رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المسلمين الأنصار ، الذين أسلموا في المدينة المنوّرة ، وهم يزيدون على العشرة
، وكانت بيعتهم بمنى على الإسلام.
وقد أخبر عنها عبادة بن الصامت فقال : (
بايعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
بيعة النساء ، وذلك قبل أن يفترض علينا الحرب ، على أن لا نشرك بالله شيئاً ، ولا
نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا
وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ).
وبيعة العقبة الثانية : حصلت في موسم حج
السنّة الثالثة عشرة من البعثة ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
خرج إلى الموسم ، فلقيه جماعة من الأنصار ، فواعدوه العقبة من أوسط أيّام التشريق.
قال كعب بن مالك : ( اجتمعنا في الشعب
عند العقبة ، ونحن سبعون رجلاً ، ومعهم امرأتان من نسائهم ... ، فبايعنا وجعل
علينا اثنا عشر نقيباً منّا تسعة من