وهناك موارد أُخرى ، وعليه فالحديث يدلّ
على خلافة وإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وبالنسبة إلى سؤالكم الثاني فنقول : إنّ
المقصود من كون هارون خليفة لموسى عليهالسلام
هو ما جاء في قوله تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى
لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِح )[٣].
فهذا مقام لهارون بأمر من الله تعالى ، وقد
نزّل نبيّنا عليّاً بهذه المنزلة من نفسه ، ومن المقطوع به أنّ هذا المعنى لم يرد
في حقّ غير علي عليهالسلام
من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ولذا ورد عن غير واحد منهم ـ كما مرّ ـ أنّه كان يتمنّى لو ورد هذا الحديث في
حقّه عن النبيّ ، وثبتت له هذه المنزلة منه.
وأمّا الاستخلاف بمعنى القيام مقام
النبيّ بعد الموت ، فهذا ممّا لم يثبت لهارون لموته قبل موسى ، ولكنّه ثبت لعلي
لوجوده بعد الرسول الأعظم بحديث المنزلة ، وغيره من الأحاديث القطعية ، المتّفق
عليها بين المسلمين.
وبعبارة أوضح : إنّ رتبة الوصاية كانت
موجودة عند هارون ، ولكن لم يصل إليها لطروّ المانع وهو الموت ، وأمّا في الإمام
علي عليهالسلام
فلعدم وجود المانع كانت الوصاية قد وصلت إلى مرحلة الفعلية بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله.
[١] ذخائر العقبى :
١٢٠ ، نظم درر السمطين : ١٩٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٦٤ و ٢٠١ و ٣ / ٢٦١.
[٢] مسند أبي يعلى
١٢ / ٣١٠ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٥ ، المعجم الكبير ١٢ / ١٥ ، موارد الظمآن : ٥٤٣
، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٢ و ١٦٩ و ١٨١ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣ ، لسان الميزان ٢
/ ٤١٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة
١ / ٣٨٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١١.