نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 396
٢ ـ معارضة هذا الحديث لمجموعة كبيرة من
الآيات القرآنيّة ، والروايات التي رواها الثقات.
٣ ـ اختلفت دلالة الأحاديث ، لكن أغلبها
يشير إلى احتمال حصول الغفران على سبيل الظنّ ، لا كما نقلته على سبيل اليقين.
ولو سلّمنا صحّة سند الأحاديث ، فكلّه
مشروط بسلامة العاقبة ، ولا يجوز أن يخبر الحكيم مكلّفاً غير معصوم ، بأن لا عقاب
عليه ، فليفعل ما يشاء ، كما وأنّه أمّا أن يكون قصد النبيّ : اعملوا ما شئتم من
أعمال الشرّ ، أو يكون قصده : اعملوا ما شئتم من أعمال الخير والبر.
فإن قالوا : أراد أعمال الخير والبر ، قيل
لهم : هذا غير مستنكر أن يكون الله قد غفر لهم ما كان منهم من كراهية الجهاد في
هذه المواطن ، كما أخبر عنهم في قوله : ( كَمَا أَخْرَجَكَ
رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
لَكَارِهُونَ )[١] إلى آخر
القصّة.
فهذه أحوال كلّها مذمومة من أهل بدر ، فجائز
أن يكون الله قد غفر لهم من بعد بأفعال جميلة ظهرت منهم ، ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : استأنفوا عمل
الخير بالطاعة ، وحسن العمل والتسليم ، وإن كان هذا فيهم كذلك ، فليس هذا حالاً
يوجب لأهل بدر كلّهم النجاة ، بل يوجب لمن استأنف منهم أعمال الخير بالمسارعة إلى
الطاعة والانقياد بالرضا ، والتسليم إلى ما قد وعدهم الله من المغفرة والعفو عن
الدين.
أمّا الذين وصفهم فيه بالأعمال المذمومة
، ومن قصّر في ذلك ، وجرى إلى خلاف ما يرتضيه الله منه ، حمله من بعض معانيه ممّا
يلزم غيره من المسلمين.
وإن قالوا : إنّه أراد بقوله : اعملوا
ما شئتم من الأعمال السيّئة ، كان هذا القائل جاهلاً متخرّصاً ، لأنّ هذا يوجب
إباحة المحارم لأهل بدر ، والتحليل لهم