نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 391
من الذي قتل عثمان؟
قال : قتله سيف سلّته عائشة ، وشحذه طلحة ، وسمّه علي ، قلت : فما حال الزبير؟ قال
: أشار بيده ، وصمت بلسانه ) [١].
فلو أنّ شيئاً من تبشير عثمان بالجنّة
كان قد ثبت عند الصحابة ، لَما ألّبوا عليه ولا كتبوا إلى الناس يستدعونهم لجهاده
، والمنصف المتأمّل لذلك يجزم بأنّ حديث التبشير لم يكن له إذ ذاك عين ولا أثر ، وإنّما
اختُلق في دولة بني أُمية.
ثمّ قد علم البرّ والفاجر ، والمؤمن والكافر
، ما وقع من أكثر هؤلاء المبشّرين من المخالفات للإمام علي عليهالسلام ، وبين طلحة
والزبير من المباينة في الدين ، والتخطئة من بعضهم لبعض ، والتضليل والحرب وسفك
الدم على الاستحلال به دون التحريم ، وخروج الجميع من الدنيا على ظاهر التديّن
بذلك دون الرجوع عنه بما يوجب العلم واليقين ، فكيف يكون كلّ من الفريقين على
الحقّ والصواب؟ [٢].
وكيف يحكم للجميع بالأمان من عذاب
الجحيم ، والفوز بجنّات النعيم ، والحقّ مع علي يدور معه حيث دار؟ [٣].
ثمّ لو كان الحديث صحيحاً ـ كما زعموا ـ
لكان الأمان من عذاب الله لأبي بكر وعمر وعثمان به حاصلاً ، ولَما جزعوا عند
احتضارهم من لقاء الله تعالى ، واضطربوا من قدومهم على أعمالهم ، مع اعتقادهم
أنّها مرضية لله سبحانه ، ولا شكّوا بالظفر بثواب الله عزّ وجلّ ، ولجَرَوا في
الطمأنينة لعفو الله تعالى ـ لثقتهم بخبر الرسول صلىاللهعليهوآله
ـ مجرى أمير المؤمنين عليهالسلام
في التضرّع إلى الله عزّ وجلّ في حياته أن يقبضه الله تعالى إليه ، ويعجِّل له
السعادة بما وعده من الشهادة ، وعند احتضاره أظهر من سروره بقرب لقائه برسول الله صلىاللهعليهوآله ، واستبشاره
بالقدوم على الله عزّ وجلّ لمعرفته بمكانه ، ومحلّه من ثوابه ،