ثمّ حصلت بيعة صورية تحت ظروف قاسية من
وجهتنا ، وتحت ضغوط قسرية ، وهذا أيضاً مسلّم.
وبعد هذا وذاك فلربما حصلت بيعة ، أو
مسحُ أبي بكر يده على يد أمير المؤمنين عليهالسلام
المقبوضة ، أو ما أشبه ذلك ، ممّا شوهتها لنا النصوص ، وأحاطتها بنوع من التكتّم
والغموض.
وبأيّ دليل كان ذاك أو فرضناه ، ممّا
صرّح به أمير المؤمنين عليهالسلام
من خوف الفتنة ، أو ارتداد المسلمين ، أو غيرها.
نقول بعد كلّ هذا : لا معنى لمثل أبي
الحسن عليهالسلام
أن ينقض ما تعهّد به!! هذا بالنسبة إلى أبي بكر خاصّة.
أما عمر ، فالمسألة تنصيص ، ولم تكن
ثمّة بيعة ، ولا شورى ، ولا انتخاب ، ولا .. ، والعجب أنّ التنصيص على أمير
المؤمنين عليهالسلام
رفضه القوم من رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وقبلوه من أبي بكر على عمر!
وأمّا عثمان ، فقد أجمع المؤرّخون بأنّ
المسألة كانت إكراه ، وسيوف مرفوعة على الباب ، لا تختلف بتاتاً عن السقيفة!!
وأمّا العلاقة بينه عليهالسلام مع الخلفاء ، فكانت
بحسب الظاهر مسألة رفع جهلٍ عنهم ، وحماية عن الشريعة ، أو فكّ غموض ، أو ما شاكل
ذلك ، كوظيفة أي عالم أمام الجهّال ، وكلّ حريص على دينه ورسالته مقابل من يريد
الكيد بها ، أو تحريفها.
ومقولة الخليفة الثاني المستفيضة : ( لولا
علي لهلك عمر ) [١]
مشهورة ، ولا نعرف مقولة معاكسة : لولا عمر أو غيره لهلك ....
ويكفي ـ حسب تصوّرنا ـ لمن درس حياة
أمير المؤمنين عليهالسلام
، أنّه لو كان له ثمّة
[١] تأويل مختلف
الحديث : ١٥٢ ، شرح نهج البلاغة ١ / ١٨ و ١٤١ و ١٢ / ١٧٩ و ٢٠٥ ، نظم درر السمطين
: ١٣٠ ، جواهر المطالب ١ / ١٩٥ و ٢٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ٢١٦ و ٢٢٧ و ٣ / ١٤٧.