ولا ريب أنّ أهل الأرض قد شاهدوها بل
لمسوها ، فأين محلّ هذه الحوادث من كتب السير والمؤرّخين؟
بل هناك أُمور مسلّمة جدّاً قارنت ولادة
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، مثل أصحاب الفيل ، وكسر طاق كسرى ، وحوادث أُخرى ، كلّ هذه أين دوّنت؟ ومن أين
تُعرف؟ بل لا نجد أيّ تدوين للجزئيات الكونية في تاريخ البشر آنذاك ، ولا نعرف
مدوّنات في هذا الباب ، وكذا كلّ ما كان من زلازل ، أو فيضانات ، أو طوفان ، وخسف
وانهدام ، وغيرها لا نعرف لها مصدراً إلى يومنا هذا ، سوى ما حدّثتنا به الكتب
السماوية ، علماً بأنّ تلك الحوادث غالباً ما تقترن بأصوات مهيبة ، وصواعق وآثار
مهيجة جدّاً ومخيفة ، بخلاف ردّ الشمس ، أو خسوف القمر ، وحتّى شقّه ، حيث يندر من
يلتفت له أو يتوجّه إليه.
وبكلمة جامعة : أنّ تاريخ البشرية مملوء
بالمجاهيل والمبهمات ، وكثير ممّا ورد فيه من الحدسيات بل التوهّمات ، فما نعرف
اليوم شيئاً عن لقمان مثلاً ، أو زردشت ، أو غيرهما ، مولداً ومسكناً ومدفناً ، هذا
أوّلاً.
وثانياً : أنّ كلّ حادثة كونية إنّما
تعلم لمن كان مترقّباً لها ، ناظراً إليها ، أو يكون ذلك بشكل عفوي وتصادف محض ، وذاك
ممّن هو فطن ومتوجّه ، بل قد يحدث كسوف أو خسوف مكرّراً ولا يعلم به أحد ، إلاّ من
كان راصداً للحادثة مترقّباً لها.
وثالثاً : أنّ من الواضح أنّ غروب الشمس
يكون ممكن الرؤية في نصف الكرة دون النصف الآخر ، وعليه يخرج نصف الناس من الشبهة.
ورابعاً : أنّ من الواضح أنّ تدوين
الحوادث والوقائع التاريخيّة ونشرها لم يكن كيومنا هذا ، وذلك لانتشار الأُمّية
وعدم وجود وسائل الارتباط.
وخامساً : أنّ حركة ردّ الشمس لم تكن
إلاّ من جهة تمديد في الزمن ،
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 372