نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 361
والحافظ جلال الدين
السيوطيّ في الجامع الصغير [١]
، وتبعه شارحه العلاّمة المنّاويّ في فيض القدير [٢].
ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لابأس به ، والحافظ
عبد العزيز بن الأخضر ، وزاد أنّه قال في حجّة الوداع ، ووهم من زعم وضعه كابن
الجوزيّ ، قال السمهوديّ : ( وفي الباب : ما يزيد على عشرين من الصحابة ).
والمتحصّل من ذلك كلّه : أنّ حديث
الثقلين ـ الكتاب والعترة ـ صحيح متواتر لا يمكن ردّه ، أو الالتفاف عليه بأساليب
مثل : ضعّفه فلان ، أو قال بوضعه فلان ، أو أنّ تصحيح فلان لا يؤخذ به ، وذلك
لاختلاف طرق هذا الحديث وكثرتها ـ كما نصّ على ذلك أعلام أهل السنّة أنفسهم حسبما
عرفته سابقاً ـ ممّا لا يمكن القبول معه بدعوى التضعيف أو الوضع ، بأيّ حال من
الأحوال ، لكثرة الطرق وتضافرها.
أمّا دعوى أنّ الحديث لم يرد بلفظ
التمسّك في صحيح مسلم ، لذا لا يكون اتباع أهل البيت عليهمالسلام
حجّة ، أو واجباً على الناس ، فهي دعوى واهية ومردودة من عدّة وجوه :
الوجه الأوّل : أنّ للحديث المذكور
طرقاً صحيحة كثيرة ـ باعتبار أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
ذكره في مواطن متعدّدة ، كما نصّ على ذلك علماء الحديث عند أهل السنّة ـ وفيها من
الدلالات الواضحات على الأخذ بهدي أهل البيت عليهمالسلام
ومتابعتهم ، بألفاظ دالّة على حجّية الأخذ والاتّباع كما سيأتي بيانه ، فلا وجه
للاقتصار على صحيح مسلم فقط.
وقد وردت الألفاظ الدالّة على الاتّباع
بطرق أُخرى صحيحة ، إذ الاقتصار على صحيح مسلم فقط ـ بعد القطع بأنّ هذا الصحيح لم
يشتمل على الأحاديث