وبعد أن تمّت البيعة للإمام عليهالسلام كتب لمعاوية رسالة
، مع جرير بن عبد الله البجلي ، جاء فيها : ( إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ
بَايَعُوا أَبَا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ
) ، فكأنّما يريد عليهالسلام
أن يقول له : يا معاوية أنت تعترف بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، لأنّها تمّت ببيعة
المهاجرين والأنصار ، وعلى ما تعترف به وتذهب إليه ، فقد بايعني القوم ، فلزمتك
بيعتي وأنت بالشام ، فبايع كما بايع القوم.
( فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ
) ويرفض ويعترض إذا تمّت البيعة من أكثرية الصحابة وغيرهم.
( وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ
) بيعة الإمام الذي بايعه القوم.
( وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ
وَالأنصار ) ، فكأنّما يريد عليهالسلام أن يقول له : يا
معاوية ألست تعتقد بالشورى وتحتجّ بها؟ ألست تعتقد بالإجماع وتحتجّ به؟ فقد بُويعت
بمشورة المهاجرين والأنصار ، وقد تمّت البيعة لي بإجماع المسلمين.
( فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُل وَسَمَّوْهُ
إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لله رِضىً
) هذا ما تعتقده ، فلماذا لا تبايع؟ وكما يقول المثل : ما عدا ممّا بدا؟
إذاً ، قال عليهالسلام هذا الكلام على
مقتضى عقيدة القوم ، ومن باب ( ألزموهم
بما ألزموا به أنفسهم ) ، وإلاّ فإمامته
كانت ثابتة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله
بلا فصل ، بالنصّ الصادر منه صلىاللهعليهوآله
على ما أفاضت إليه الأدلّة اليقينية المستفيضة في مظانّها.
( عبد الله آقا ـ الكويت ـ
.... )
تخلّف الإمام علي عنها :
س
: موضوع السؤال : تخلّف علي عليهالسلام عن البيعة.
عن
محمّد بن سيرين قال : نبّئت أنّ عليّاً أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال
: أكرهت إمارتي؟ قال : ( لا ، ولكن آليت بيمين أن لا أرتدي