نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 340
عمّن يكون حجّة بينه
وبين ربّه تعالى ، وفي ذلك عودة إلى الذات الصحيحة التي تدعو إلى نبذ العقل
التسليمي النقلي ، كما نبذه عمر بن الخطّاب حين نقد أبا هريرة على كثرة حديثه ، بل
وحتّى ضربه بالدرّة.
أليس عمر خليفة المسلمين؟ وأبو هريرة
راوية الإسلام كما يسمّونه؟ فليس في الرجوع إلى الذات الصحيحة ما يستدعي تعطيل
العقل الواعي ، بل بالعكس فهو ـ الرجوع إلى الذات الصحيحة ـ ينبذ العنف والتشنّج ،
ويشارك في معرفة الصحيح من التراث المقبول على ضوء الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه.
فقد حدّث أبو يوسف القاضي ـ صاحب أبي
حنيفة ـ قال : حدّثنا ابن أبي كريمة ، عن أبي جعفر ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه دعا اليهود
فسألهم ، فحدّثوه حتّى كذبوا على عيسى ، فصعد النبيّ المنبر ، فخطب الناس فقال : (
إنّ الحديث
سيفشو عنّي ، فما أتاكم عنّي يوافق القرآن فهو عنّي ، وما أتاكم عنّي مخالفاً
القرآن فليس عنّي ) [١].
إنّ النصوص التي نسبت إلى النبيّ الكريم
هي نصوص أحادية ، رواها شخص واحد أو شخصان ، ثمّ ولا أحد يستطيع أن يؤكّد ويجزم
أنّ تلك الأحاديث هي بألفاظها نفسها كما نطقها النبيّ الكريم.
ولنختم الكلام مع الزاعم الكاذب مهما
كان ، ومن يكن من أهل المذاهب ، نسأله ما رأيه فيما قاله شيخ إسلامه ابن تيمية وقد
ترّحم عليه ، وهو من أهل الأثر ذوي المشرب الظاهريّ ، يرى الصحّة القطعية ، وإفادة
العلم لكلّ ما اتفق عليه الشيخان ، إلاّ أنّه مع ذلك يقرّر قائلاً : ( وكما أنّهم
يستشهدون ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ ، فإنّهم أيضاً يضعّفون من حديث الثقة
الصدق الضابط أشياء تبيّن لهم أنّه غلط فيها بأمور ويستدلّون بها ، ويسمّون هذا
علم علل الحديث ، وهو من أشرف علومهم ، بحيث يكون الحديث قد