نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 339
أصحابه ، فسألت
أصحابنا عنه ، فقالوا : زرارة بن أعين ) [١].
فهذا الخبر في سنده محمّد بن سنان ، وهو
مختلف فيه توثيقاً ، ولو أغمضنا النظر عن السند ، فليس في المتن ما يستوجب التشهير
بالشيعة كما يروم الزاعم ، بل على العكس ففيه مدح ، وفيه دلالة على أنّ هناك فئة
تتورّع في سماع الحديث فلا تقبله من كلّ أحد لاحتياطهم ، ومنهم الفيض بن المختار.
كما دلّ على أنّ أُناساً يحتسبون على
الشيعة من الفرق الضالّة ، يسمعون الحديث فيأوّلونه على غير تأويله ، فلامهم أبو
عبد الله عليهالسلام.
ودلّ أيضاً على أنّ هناك من هو مأمون
على الحديث ، مثل زرارة الذي أومأ إليه أبو عبد الله عليهالسلام
، ودلّ الفيض على الأخذ منه ، فأين ما يروم الزاعم التشهير به على الشيعة؟
ولست في المقام بصدد ذكر ما عند المذاهب
الأُخرى من مفارقات ومنابذات ، ولكن هل للزاعم الذي يهيب بالشيعيّ أن يتأمّل ما
ذكره وسمّاه بالحقائق!!
فهل هو تأمّل في تراثه؟ ورآه خلوا من
العيب ، ولا يتطرّقه الريب ، فرمى بيوت الآخرين بالأحجار ، وما درى أنّ بيته من
زجاج ، ثمّ هل له أن يجيب من يقول له : أنّ الصحاح الست عندكم أصحّها صحيح
البخاريّ ، وهو فيما تزعمون أصحّ كتاب بعد كتاب الله ، وفي هذا الصحيح من سفاسف
الحديث المكذوب على رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما يسقطه عن الاعتبار ، وليس صحيح مسلم من دونه في هذه الجهة.
وإلى القارئ نماذج قليلة ممّا فيه
مخالفة لكتاب الله تعالى ، والثابت من سنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله
، فنهيب بالسنّي بما أهاب به الزاعم للشيعي أن ينظر في تراثه من جديد ، فالحاجة
ماسّة إلى إعادة النظر لتنكشف الحقائق أمامه ، ولا أدعوه إلى هدم السنّة ، فإنّ
ذلك هدم للدين ، ولكن عليه أن يتورّع في أخذ معالم دينه