نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 306
علينا
، نرجو التوضيح ، والسلام عليكم.
ج : إنّ موضوع حجّية خبر الواحد قد ورد
بحثه مفصّلاً عند المتكلّمين والأُصوليّين في علميّ الكلام والأُصول ، ويحتاج إلى
تفصيل لسنا بصدده ، ومن أراد فليراجع مظانّه ، ولكن الذي ينبغي أن نشير إليه في
المقام باختصار هو :
١ ـ أنّ القائل بهذه المقولة ـ
الألبانيّ ـ لم يفرّق بين اليقين والعلم الذاتيّ ، وبين العلم التعبّدي ، إذ أنّ
لكلّ منهما تعريفاً خاصّاً يجب أن يتميّز به عن الآخر.
فإنّ اليقين الذاتيّ أو القطع : ما تكون
حجّيته ثابتة عند العالم بدون اجتماعه مع شكّ أو ريب في نفسه ، وهذا إنّما يحصل لو
لم تكن هناك واسطة في عروض القطع واليقين في نفس القاطع والمتيقّن ، أي : أنّ
العالم ـ في هذا الفرض ـ يرى نفسه جازماً غير شاكٍ بدون أن تكون حجّية هذا الجزم
واليقين مستلهمة من مصدرٍ آخر.
وأمّا العلم التعبّدي فهو : يحصل
بمقدّمات يقينية ، فحجّيته ليست ذاتيّة ، بل جاءت من تلك المقدّمات المقطوعة.
وفي المقام ، فإنّ حجّية خبر الواحد لم
تكن مستقلّة وذاتيّة نابعة من صميم ذلك الخبر ، بل أنّها تثبت بمعونة أدلّة عقلية
ونقلية أُخرى من الكتاب والسنّة.
وبعبارة واضحة : أنّ خبر الواحد بما هو
ليس فيه اقتضاء الحجّية ، بل حجّيته جاءت نتيجة لتعبّدنا ببعض الأدلّة ، وعليه
يحمل عدم اعتبار حجّيته عند بعض علمائنا ـ كالسيّد المرتضى ـ إذ لم تتمّ عنده
الأدلّة على حجّيته تعبّداً بعد أن لم يكن عنده علماً ذاتيّاً.
٢ ـ المطلوب والواجب في أُصول الدين
والعقيدة هو الالتزام والإيمان بها بيقين جازم ، أي : يجب أن يكون العلم بها علماً
قطعيّاً وذاتيّاً لا يبقى للشكّ فيه مجال ، وهذا لا ينتج من خبر الواحد ، فإنّ
العلم والالتزام بمضمونه يحصل تعبّداً.
ومجمل القول : أنّ خبر الواحد لا ينفي
الشكّ في النفس وجداناً بل تعبّداً ، وما
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 306