نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 280
٦ ـ وأمّا جريان السيرة على المنع ،
فإنّه لا يخفى أنّ هذا المنع ليس بآكد من منع تكشّفهن لمن يريد تزويجهن ، بل هذا
آكد بمراتب شتّى ، ومع ذلك فالثابت أنّه فعل جائز ، وما الإنكار في المقامين إلاّ
لأجل الغيرة والاستحياء ، إذا كانت المرأة من أولي الأخطار وذوات الأستار.
٧ ـ وأمّا فيما ذكره من أنّ النظر مظنّة
الشهوة ووقوع الفتنة ، ففيه أنّ المعهود من الشارع حسم الباب في أمثال هذه المظان
بالحكم بالكراهة دون التحريم ، كما يعلم بالتتبع في الأحكام الشرعيّة ، مع أنّ هذا
استحسان لا نقول به.
٨ ـ وأمّا خبر الخثعمية ، فهو على جواز
النظر أدلّ كما لا يخفى ، الخبر إنّما يصلح أن يكون دليلاً لحرمة النظر مع الريبة
مطلقاً ، لأنّها بأيّ معنى كانت من الشيطان.
فالحصيلة من كلّ هذا : إنّ كلّ الأدلّة
التي قيلت في عدم جواز النظر إلى الوجه ، وما يستتبعه من ستر الوجه على المرأة لا
تنهض في قبال أدلّة القائلين بالجواز ، فلذلك إنّ من قال بعدم جواز النظر جعل ذلك
على سبيل الاحتياط.
أمّا الأخبار الواردة عن الزهراء عليهاالسلام ، والتي تدلّل على
مدى محافظتها عليهاالسلام
على الحجاب ، مثل قولها عليهاالسلام
: ( ما من شيء خير للمرأة من أن لا ترى رجلاً ولا يراها ) [١] ، وإجابتها على سؤال النبيّ صلىاللهعليهوآله عن المرأة : ( متى
تكون أدنى من ربّها )؟ فأجابت : ( أدنى ما تكون من ربّها أن تلزم قعر بيتها ) [٢].
والأخبار التي تنقل عنها أنّها عندما
تكلّمت مع أبي بكر ، وحشر من المسلمين ، نيطت دونها ملاءة ، وإنّها عليهاالسلام كانت مرتدية لرداء
على وجهها حال زفافها لعلي عليهالسلام
، فإنّ هذه الأخبار لا تدلّ على وجوب ستر المرأة لوجهها.
وما قالته أو عملته الزهراء عليهاالسلام ما هو إلاّ الحالة
المثالية للمرأة ، وإذا كانت عليهاالسلام
بهذا المستوى من الحجاب ، فلأنّها عليهاالسلام
القمّة للمرأة المثالية ، التي تعمل