وقد
سمعت أنّ علماء المذهب السلفيّ قد قاموا بهدم جميع القباب في المدينة ، وأرادوا
هدم قبّة الرسول أيضاً لولا تدخّل علماء المسلمين ، فهل هذه الأخبار صحيحة؟
أرجو
الإجابة على هذه الأسئلة إجابة وافية مع الأدلّة قدر الإمكان ، وفّقكم الله
لمراضيه ، وجنّبكم معاصيه.
ج : إنّ الوهابيّة والسلفيّة الذين
كفّروا المسلمين بمختلف طوائفهم ، كلّ هؤلاء استعملوا العنف والإرهاب في تحميل
عقائدهم الفاسدة على المسلمين ، فهدموا البقيع الذي يحوي قبور أهل البيت عليهمالسلام ، والصحابة ، وأُمّهات
المؤمنين ، وأرادوا تخريب قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله
، لولا أن وقف المسلمون أمام فعلتهم الشنعاء هذه ، وكذلك حاولوا تخريب قبور
الأئمّة في العراق ولم يفلحوا ، نسأل الله أن يكفينا شرّهم.
وهم يوماً بعد آخر في طريقهم للسقوط في
مزبلة التاريخ ، وذلك لتشويههم سمعة الإسلام والمسلمين في العالم ، بما يقومون به
من أعمال إرهابية مخالفة للشريعة المحمّدية السمحاء.
وأمّا في مقام الاستدلال على جواز بناء
القبور ، فتارة يكون الدليل خاصّاً ، وأُخرى عامّاً ، ثمّ أنّ الأصل الإباحة إلاّ
إذا ورد دليل تام يحرّمه.
وفيما نحن فيه الأدلّة التي أقاموها على
الحرمة غير تامّة ، والدليل الخاصّ ثابت في مصادر الشيعة ، والدليل العام وارد في
مصادر الفريقين ، وأصل الإباحة ساري المفعول عند السنّة والشيعة ، لعدم تمامية
الأدلّة التي أقاموها على الحرمة ، وفيما يلي التفصيل الذي طلبتموه في المسألة :
الأدلّة على جواز بناء
القبور :
١ ـ قوله تعالى : ( قَالَ
الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا )[١].