نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 134
فقد قال عقبة بن
عامر الجهنيّ : ( خطب عمر بن الخطّاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة ، وأكثر
تردّده إليه ... ) [١].
أو ما قاله عمر : ( أيّها الناس ، إنّه
والله ما حملني على الإلحاح على علي بن أبي طالب في ابنته ، إلاّ إنّي سمعت رسول
الله ... ) [٢].
ثمّ إنّ مجرّد التناكح لا يدلّ على أيّ
شيء ، وأيّ علاقة بين العوائل ، كيف وقد عقد رسول الله صلىاللهعليهوآله على أُمّ المؤمنين
أُمّ حبيبة بنت أبي سفيان ، وهي في الحبشة ، وكان أبوها آنذاك رأس المشركين
المتآمرين على الإسلام والمسلمين؟ فهل هذا يدلّ على شيء عندكم؟ كما أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله زوّج ابنته قبل
البعثة ـ على رأي أهل السنّة ـ من كافرين يعبدان الأصنام : عتبة بن أبي لهب ، وأبو
العاص بن الربيع ، ولم يكن صلىاللهعليهوآله
في حال من الأحوال موالياً لأهل الكفر ، فقد زوّج مَنْ تبرأ من دينه.
وإنّ الإمام علي عليهالسلام رغم اعتقاده
بأحقيقته ومظلوميته في أمر الخلافة ـ كما كان يبيّنه مراراً ـ لكنّه ترك المنازعة
مراعاة لمصلحة المسلمين ، وكان يقول : ( لأسلِمَنّ ما سلمت أُمور المسلمين ، ولم
يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ) [٤].
فأصبح عليهالسلام
بعد اتخاذه هذه السياسة الحكيمة ، هو المعتمد والمستشار عند القوم في المسائل
المعقّدة العلميّة والسياسيّة ، وهذا ما أدّى إلى توفّر أرضية إيجابية جيّدة عند
الناس لصالحه عليهالسلام
، وكلّما تقدّم الزمان زادت هذه الأرضية.
هذا بالإضافة إلى نشاط أنصاره عليهالسلام في التحرّك نحو
تبيين موقعه السامي ، فلمّا رأى عمر بن الخطّاب ذلك ، حاول إخماد هذه البذرة بطرق
مختلفة ، مثلاً : ولّى سلمان على المدائن ، وبدأ يمدح عليّاً أمام الخاصّ والعام ،
حتّى أنّ ابن الدمشقي روى في جواهر المطالب : ( أنّ رجلاً أهان عليّاً عند عمر ،
فنهض