نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 133
إلى العقد عليهنّ ، وهم
كفّار ضلال ، قد أذن الله تعالى في هلاكهم ، وليس هذا إلاّ للضرورة المدعاة إلى
ذلك.
أمّا الآية الكريمة ، فهي لا تدلّ على
مدّعاهم ، لأنّها تمنع التزاوج مع الكفّار والمشركين ، الذين يعادون الإسلام ، ويعبدون
الأوثان ، ولا تشمل من كان على الإسلام ، كيف وقد كان عبد الله بن أبي سلول وغيره
من المنافقين يناكحون ، ويتزاوجون في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله
لإظهار الشهادتين ، والانقياد للملّة ، وقد أقرّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ذلك ولم يمنعه.
ونحن كما قلنا : نعترف بإسلام القوم ، ولا
نحكم إلاّ بكفر النواصب والغلاة ، وما ورد عندنا في كفر غيرهما ، فإنّما يُنزّل
على الكفر اللغويّ ، لا الكفر الاصطلاحي الموجب للارتداد ، والخروج عن الملّة.
وأمّا أنّ هذا الزواج يدلّ على أنّ
العلاقة بين علي وعمر كانت علاقة مودّة ، فنقول : ذكرنا أنّ ما صحّ عندنا في أمر
هذا الزواج ، يدلّ على أنّه تمّ بالإكراه وتهديد ومراجعة ، وما ورد عند أهل السنّة
لا يمكنهم الالتزام بدلالته ، حيث يخدش في الخليفة ، ويجعله إنساناً فاسقاً
متهوراً!!
مضافاً إلى ما ورد من قول عمر ، لما
امتنع الإمام علي عليهالسلام
لصغرها : ( إنّك والله ما بك ذلك ، ولكن قد علمنا ما بك ) [١].
وقوله : ( والله ما ذلك بك ، ولكن أردت
منعي ، فإن كانت كما تقول فأبعثها إليّ ... ) [٢].
وأيضاً ، فإنّ عمر لمّا بلغه منع عقيل
عن ذلك قال : ( ويح عقيل ، سفيه أحمق ) [٣].
فأيّ توادد وعلاقة مع هذا؟ ولو كان كذلك
ما تأخّر عليهالسلام
عن إجابة دعواه ،