نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 126
وقد تحقّقت المنفعة بعمله هذا ، الذي
أبقى اسم الإسلام إلى الآن ، وأبقى أيضاً اسم التشيع إلى الآن ، ولا يهم أن يكونوا
هم الأقلية ، لأنّ الله تعالى وعد بنصر دينه في آخر الزمان ، وما هذه الأيّام ولا
بهم جولة في قبال دولة الحقّ ، وقد قال عزّ وجلّ ( وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ
كارِهُون )
، ثمّ إنّ المتكلّم نفى الفائدة من وجود الإمام لأن الشيعة هم أقل من السنّة ولازم
كلامه أنّه لا فائدة من وجود النبيّ صلىاللهعليهوآله
؛ لأنّ النصارى أكثر من المسلمين. ولا أظن المتكلّم يدرك ما يخرج من رأسه.
وقولك : ـ اغتصاب ابنته ـ تعبير غير
دقيق تريد منه التشنيع ، فإنّ ما نقوله وما تقوله بعض الروايات من الاغتصاب لا
يعني إلاّ أنّ الأمر حصل في أوّل الأمر عن كراهة ، ثمّ إنّ الإمام بعد ذلك أوكل
الأمر إلى عمّه العباس كما تقول بعض الروايات ، وحصل الزواج على سنّة الله ورسوله.
أمّا الفائدة التي حصلت بسكوت الإمام عليهالسلام فهي بقاء الإسلام
إلى يومنا هذا ، فلو أنّ الإمام قام بالثورة كما تريد أنت مع قلّة الناصر لقُتل
الإمام ، كما قال هو عليهالسلام
: ( إنّ القوم استضعفوني ، وكادوا يقتلوني ) [١]
، فيذهب علم رسول الله صلىاللهعليهوآله
الذي يحمله الإمام هدراً ، فلا يبقى شيعيّ ولا سنّيّ ولا زيديّ ، وتعود جاهلية.
أمّا ما ذكره الأشكنانيّ من أنّ الإمام عليهالسلام كان يكره وجه عمر ،
فيبدو أنّ هذا كان اعتماداً على الرواية الموجودة في البخاريّ التي تقول : ( استنكر
علي وجوه الناس ) [٢]
، وعندما دعا أبو بكر دعاه لوحده ، ولم يسمح لغيره ( كراهية لمحضر عمر ) ، وإن ما
ذكره كان من فهمه لتلك الواقعة ، والمركز قد ذكر اسمه في آخر تعليقه ليميّز القارئ
ما يصدر منّا عمّا يصدر من غيرنا.