محمّد بن مسعود قال : حدّثني أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل [١] الكناسي قال : قال لي أبو عبد الله 7 : أيّ شيء بلغني عنكم؟! قلت : ما هو؟ قال : بلغني أنّكم أقعدتم قاضيا بالكناسة ، قلت : نعم جعلت فداك رجل يقال له : عروة القتّات ، وهو رجل له حظّ من عقل ، نجتمع عنده فنتكلّم ونتساءل ثمّ نردّ ذلك إليكم ، قال : لا بأس ،كش [٢].
وفيصه : أقدم؟؟ قاضيا بالكناسة ، ووصف للصادق 7 أنّهم يجتمعون عنده وأنّه يردّ ذلك إليهم ، قال 7 : لا بأس [٣].
وقالشه : الأحمدان مجهولان ، ومع ذلك لا دلالة فيه على قبول روايته [٤]. وفيه نظر.
أقول : الظاهر أنّ الأمر كما قالهشه ، ولا وجه للنظر أصلا بعد الإغماض عن إيماء إنكاره 7 ذلك إلى ذمّه.
وأمّا قوله 7 : لا بأس [٥] ، فذلك بعد ما بيّن الراوي أنّهم لم يقعدوه ليرجعوا إليه ويتحاكموا لديه ، بل لمجرّد الاجتماع عنده والتكلّم ومذاكرة المسائل ، وإن وقفوا في شيء ردّوه إليهم :.
ولعلّ الذي دعا العلاّمة ; إلى ذكره في القسم الأوّل أنّه قرأ كلمة « نردّ » التي هي بصيغة المتكلّم « يردّ » بصيغة الغائب ، وحينئذ ربما يكون له وجه ، فيكون مرادهم أنّه لا يفتي إلاّ بما يرد عنهم : كسائر
[١] في نسخة « م » : ابن النفل. [٢] رجال الكشّي : ٣٧١ / ٦٩٢. [٣] الخلاصة : ١٢٨ / ٢ ، وفيها : أنّهم يجتمعون عنده ويرد ذلك إليكم. [٤] تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٦١. [٥] في نسخة « ش » : لا بأس به.